الإسلامية الأخرى، في حين أننا لا نجد في الكثير من مكتبات إخواننا أهل السنّة ولا كتاباً فقهياً أوتاريخياً أو تفسيرياً للشيعة، مع أنّ علماء الشيعة قد صنّفوا في جميع هذه المجالات كتباً وتصانيف معتبرة ومهمّة. أجل، لنعرض عن هذا صفحاً لئلّا نبتعد عن غرضنا الأصلي.

على أيّة حال فنحن نرى- بحمد اللَّه- في هذا العصر ازدياد ظاهرة التفاهم والتقارب بين المذاهب الإسلامية بالنسبة للسابق، وأحد الشواهد على ذلك، حضور فقهاء الشيعة وأهل السنّة في الجلسات الفقهية في العالم الإسلامي كما هو الحال في «مجمع الفقه الإسلامي» ولهذا السبب فكّرنا في العمل على إنشاء دائرة معارف فقهية واسعة تبحث في الفقه المقارن ومع الأخذ بنظر الاعتبار المسائل المستحدثة في هذا العصر بحيث تضمّ آراء جميع فقهاء الإسلام وأدلّتهم ليتمكّن المحقّقون من الطرفين من الاطّلاع والإفتاء بما يرونه صحيحاً بعيداً عن حسّاسيّة المسائل الكلامية والعقائدية. ونأمل أن يحالفنا التوفيق الإلهي لإنجاز هذا المشروع المهم وإيصاله إلى نهايته حيث نعلم يقيناً أنّه سوف يقدّم خدمة كبيرة في مجال تطوير علم الفقه ويساهم مساهمة فعّالة في عملية التقريب بين المذاهب الإسلامية في واقع المجتمع الإسلامي.

مقدّمات الموضوع:

بعد أن عقدنا العزم على إنجاز هذا المشروع، تمّ تقديم الدعوة لجماعة من المحقّقين والفضلاء في الحوزة العلمية للمشاركة في هذا الأمر المهم وهو (تأليف دائرة المعارف الفقهية على أساس الفقه المقارن) ليتمّ إنجاز هذا المشروع بشكل جماعي. ثمّ قرّرنا طرح سلسلة من البحوث الضرورية قبل الدخول في البحوث الفقهية وبعنوان «مقدمات الموضوع» في الجزء الأول الذي يعتبر المدخل لبحوث الفقه المقارن.

إنّ مجموعة هذه البحوث، التي ينبغي عدّها مقدّمات ضرورية للبحوث الفقهية، تمثّل بحدّ ذاتها كتاباً مستقلًا ونعتقد بأنّ كلّ فقيه لا يستغني عن هذه البحوث ولاسيّما في مجال دراسة الفقه المقارن، وأدرجناها تحت عشرين عنواناً في هذا الكتاب الذي بين يديك أيّها القارى‌ء الكريم:

1. تعريف الفقه في اللغة واصطلاح الفقهاء.

2. أهميّة الفقه في دائرة الآيات والروايات الإسلامية.

3. مساحة دائرة الفقه الإسلامي وشمول أحكامه لجميع أبعاد ومجالات الحياة الفردية والاجتماعية.

4. أفضلية الفقه الإسلامي على «القوانين الوضعية والعرفية».