responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 112

المرحلة الرابعة: عصر الركود و التقليد

وتبدأ هذه المرحلة من منتصف القرن الخامس وتستمر حتّى نهاية القرن السادس، وذلك بسبب عظمة الشيخ الطوسي العلمية حيث خلّف هالة كبيرة عن وزنه العلميّ بين فقهاء الإمامية بحيث إنّه لم يبرز في ذلك الوقت فقيه مستقلّ يفتي خلافاً لنظرات وآراء الشيخ. إنّ القداسة العلمية للشيخ أدّت إلى عدم تجرّؤ أحد من الفقهاء بالتصريح بمخالفة آرائه ولمدّة أكثر من مائة عام. وقد كان الفقهاء الذين جاءوا بعد الشيخ وألّفوا كتباً فقهية، يتّخذون من كتب الشيخ مرجعاً علمياً لهم وينقلون آراءه في كتبهم ببيان مختلف، ولهذا السبب فإنّ هذا العصر يعدّ عصر التقليد لأفكار الشيخ والركود في عملية التفقّه والاجتهاد.

ويرى بعض الكتّاب سبباً آخر للركود الفقهي في هذا العصر، وهو وجود الجوّ المشحون ضدّ الشيعة والممارسات الوحشية من القتل ونهب الأموال التي مورست ضدّهم، وقد بدأت هذه الاضطرابات وأعمال العنف منذ زمن الشيخ الطوسي حيث خرجت بغداد من سيطرة آل بويه وتسلّط «طغرل بك» على تلك المنطقة وكان سنّي المذهب ومتعصّباً جدّاً، وقد عمل على قتل الشيعة ونهب أموالهم حتى أنّه أمر بحرق مكتبة الشيخ الطوسي أيضاً.

وفي عام 579 للهجرة قام صلاح الدين الأيّوبي أيضاً بقتل الشيعة في حلب وأجبرهم على اعتناق مذهب أهل السنّة وعقيدة الأشاعرة ومنع الخطابة والتدريس إلّالأتباع المذاهب الأربعة. وقد ارتكب مثل هذه الأعمال في مصر أيضاً.

ومن الطبيعي أنّ هذه الأجواء المخوفة والمضطربة لا تمنح العلماء فرصة لعملية الإبداع الفقهي والنشاط العلمي‌ [1].

ومع ذلك فإنّ بعض الفقهاء في هذا العصر- وإن قلّوا- قد عملوا على إبقاء مشعل فقه أهل‌البيت عليهم السلام منيراً.

بعض فقهاء هذا العصر:

وقد عاش في هذا العصر فقهاء كبار أيضاً مثل:

1. القاضي ابن البرّاج الطرابلسي (م 481)؛ مؤلّف كتاب‌ «المهذّب» [2].

2. أبوعليّ الطوسي‌بن الشيخ الطوسي (م 515 تقريباً) [3].

3. الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (م 548) مؤلّف التفسير القيّم‌ «مجمع البيان». وقد كتب آراءه الفقهية ذيل آيات الأحكام من هذا التفسير [4].

4. أبوجعفر محمّد بن عليّ الطوسي المعروف ب «ابن حمزة» (م 550 تقريباً) واسم كتابه الفقهي‌


[1]. موسوعة طبقات الفقهاء، مقدّمة الجزء الثاني، ص 299 و 300 (مع التلخيص).

[2]. انظر: امل الآمل، ج 2، ص 149؛ روضات الجنّات، ج 4، ص 202- 206؛ أعيان الشيعة، ج 8، ص 18.

[3]. انظر: امل الآمل، ج 2، ص 76؛ أعيان الشيعة، ج 5، ص 244-/ 246.

[4]. انظر: امل الآمل، ج 2، ص 216 و 217؛ روضات الجنّات، ج 5، ص 357-/ 365؛ أعيان الشيعة، ج 8، ص 398-/ 400؛ مقدّمة تفسير مجمع البيان.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست