responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 103

يقول أبوحنيفة (إمام المذهب الحنفي): «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد. ثمّ أضاف: لمّا أقدمه المنصور الحيرة بعث إليَّ، فقال: يا أباحنيفة! إنّ الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمّد فهيّى‌ء له من مسائلك الصّعاب فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبو جعفر المنصور وهو بالحيرة فأتيته فدخلت على المنصور وجعفر بن محمّدجالس على يمينه فلمّا بصرت به (الإمام الصادق) دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر- أي المنصور- فسلّمت عليه، فأومأ إليّ فجلست، ثم التفت إليه فقال المنصور: يا أباعبداللَّه! هذا أبوحنيفة.

فقال الإمام: نعم أعرفه.

ثم التفت إليَّ، فقال: يا أباحنيفة! ألق على أبي عبداللَّه- أي الإمام الصادق عليه السلام- من مسائلك، فجعلت ألقي عليه فيجيبني ويقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربّما تابعنا وربّما تابعهم وربّما خالفنا جميعاً». حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشي‌ء.

ثم قال أبوحنيفة: «أليس أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس» (يعني أن جعفر بن محمّد كان أعلم الناس في زمانه)» [1].

وكذلك يقول أبوحنيفة:

«لولا السَّنَتان لهلك النّعمان» [2]

(لأنّه استفاد من محضر الإمام الصادق عليه السلام) النّعمان اسم أبوحنيفة.

ويقول ابن حجر الهيثمي عن الإمام الصادق عليه السلام:

«نقل الناس عنه- [الإمام‌] جعفر الصادق- من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمّة الأكابر كيحيى بن سعيد، ابن جريح، مالك، والسفيانين- [سفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة الكوفي‌]- وأبي‌حنيفة، وشعبة بن الحجّاج البصري وأيّوب السجستاني» [3].

ويقول الشهرستاني في‌ الملل والنحل‌:

«جعفر بن محمّد الصادق، هو ذو علمٍ غزير، وأدبٍ كاملٍ في الحكمة، وزهدٍ في الدنيا، وورعٍ تامٍّ عن الشهوات» [4].

يقول البستاني في «دائرة المعارف‌» عن الإمام جعفر الصادق: «جعفر الصادق وهو ابن محمد بن عليّ ابن زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أحد الأئمّة الإثني عشر على مذهب الإمامية، وكان من سادات أهل البيت ولُقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضله عظيم» [5].

الأئمّة الآخرون من أهل البيت عليهم السلام:

مرّة أخرى بعد الإمام الصادق عليه السلام، وبسبب تثبيت حكومة بني العبّاس، عادت أشكال الضغوط والممارسات التعسّفية من قِبل السلطة الحاكمة ضد أئمّة أهل البيت عليهم السلام، ومن هنا فإنّ مدرسة أهل البيت قد واجهت مشكلة صعبة في هذه الفترة، ولكن مع ذلك‌


[1]. سير أعلام النبلاء، ج 6، ص 440.

[2]. انظر: الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، ج 1، ص 53، نقلًا عن‌التحفة الإثني عشرية للآلوسي، ص 8 (الموسوعة الفقهية الميسرة، ج 1، ص 34).

[3]. الصواعق المحرقة، ص 201 (الفصل الثالث: حيث ورد فيه أحاديث عن بعض أهل البيت عليهم السلام).

[4]. الملل والنحل للشهرستاني، ج 1، ص 133.

[5]. دائرة المعارف البستاني، ج 6، ص 478. ورد شبيه هذا التعبير في دائرة المعارف لفريد وجدي (ج 3، ص 109) أيضاً.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست