قال الإمام
علي عليه السلام: «ولقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا يستقيم إيمان عبد
حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه». [1]
الشرح
والتفسير
هنالك سبيلان
لخلق وترسيخ الإيمان: الأول: العقل والبرهان. والآخر: الشهود والباطن. ولا يتسنى
هذا الإيمان من هذين السبيلين دون إصلاح القلب. فإن أردنا الولوج من سبيل البرهان
فإنّ هناك موانع إن قضينا عليها وفقنا بهذا الخصوص. فالشيطان مع ماله من ذكاء غفل
عن مطلب واضح وقال حين سئل عن سبب عدم سجوده لآدم أسوة بسائر الملائكة:
«لَمْ أَكُنْ لِّاسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ
مَّسْنُونٍ»[2] والحال لم تكن عظمة آدم بجسمه، بل لروح اللَّه
التي نفخت فيه. إلّاأنّ الشيطان لم يلتفت لهذا الأمر، حيث كانت لديه عقبة تمنعه من
المعرفة هي التكبر وحبّ الذات. وعليه فالإنسان العابد الهوى لا يمكنه عبادة اللَّه
من خلال البرهان. والنتيجة إن أردنا الإيمان عن طريق البرهان لابدّ من إصلاح
القلب. وأمّا إن اريد بلوغه عن طريق الشهود والباطن؛ الطريق الذي سلكه