responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 38

بالإستغفار. وعليه فانسجام القلب واللسان في النفور من الذنب عمودان من الأعمدة الأربعة للتوبة.

الركن الثالث: أن تنتقل حالة الندم من اللسان إلى سائر الأعضاء وتسوقها لردود الأفعال ليقوم الإنسان بتلافي الماضي. وتستطيع أعضاء الإنسان أن تقوم بثلاثة أفعال في هذه المرحلة لتستقيم حالة التوبة وتترسخ:

أ) يتلافى هضم حقوق الناس التي هضمت بفعل الذنوب، فإن اغتاب أحداً استبرأ منه ذمته، وإن كسر قلب مؤمن جبره، وإن غصب مال الناس عوّضها، والخلاصة يؤدي كل ما عليه من حق لشخص.

ب) أداء حقوق اللَّه فيبادر إلى الإتيان بالعبادة التي تركها ويقضي ما فاته منها ويدفع الكفارة، وأن لا يسوف هذه الأمور لما بعد الموت.

ج) تدارك الأخطاء والسيئات السابقة بالإحسان والعبادة. والشاهد على هذه المرحلة من التوبة قوله تعالى: «إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا» التي وردت في عدّة آيات قرآنية [1].

فالذنب كالمرض، والكبيرة كالمرض العضال، فالشخص الذي يلّم به مرض عضال وينهض من فراشه بعد المعالجة تتشتت قواه وتغوص عيناه ويضعف ويفقد طاقته. فلابدّ أن يتقوى بالاضافة إلى العلاج، يستعيد عافيته. الذنب كذلك يضعف الإيمان والفضائل الإنسانية فلابدّ من تقوية تلك الفضائل الضعيفة بالأعمال الصالحة عقب التوبة.

الركن الرابع: العزم على ترك الذنب في المستقبل؛ أي أنّ التوبة تبيّن الطريق للإنسان إلى آخر عمره. والنتيجة فإنّ التوبة طبق وصية الإمام علي عليه السلام توجد تحوّلًا تاماً ولا تتعلق باللسان فقط. وهكذا الأمر بالنسبة للمجتمع، فالمجتمع العاصي لابدّ أن يطوي المراحل الأربع عقب التوبة. ترى هل طبقنا هذه المراحل الأربع في مجتمعنا بعد الثورة؟


[1]. سورة البقرة، الآية 160، وورد شبه هذه العبارة في الآيات 89 من سورة آل عمران و 119 من سورةالنحل و 5 من سورة النور.

اسم الکتاب : قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست