3. «والأمراء بالجور» الطائفة الثالثة التي أشارت لها هذه الرواية، القادة
والحكام على الناس. وسبب عذابهم ظلمهم وجورهم على الناس الخاضعين لسلطتهم
وحكومتهم.
4. «والفقهاء بالحسد» الحسد أيضاً أحد عوامل عذاب اللَّه وهذه الصفة والرذيلة
الأخلاقية عامل عذاب العلماء والفقهاء الحسودين. فالفقهاء الحاسدون يريدون إزالة
مقام الآخرين وموقعهم.
5. «والتجار بالخيانة» حيث يعذب اللَّه التجار لخيانتهم في أموال الناس.
فالتطفيف والغش في المعاملة وعدم تسديد ديون الدائنين والإحتكار وماشابه ذلك نوع
من الخيانة.
6. «وأهل الرستاق بالجهل» يعاقب القرويون بسبب جهلهم وعدم إلمامهم بالمعارف
الدينية. ومن كانت له القدرة على التحقيق والسؤال فلا يتجه نحوها ويبقى في جهله
فلا عذر لجهله، بل هذا الجهل عامل عذابه.
نقاط ثلاث:
1. لا شك يشمل بعذاب اللَّه كل من أصيب بهذه الصفات والأفعال؛ وإن لم يكن في
زمرة إحدى الطوائف المذكورة. أيأنّ الإنسان الحسود يعاقب وإن لم يكن من الفقهاء،
كما أنّ الشخص المتكبر سيتجرع مرارة عذاب اللَّه وإن لم يكن دهقاناً، وهكذا
بالنسبة لسائر الصفات وعلى ضوء هذا المطلب يرد هذا السؤال: لم نسبت كل صفة لطائفة
معينة، والحال يمكن أن تصيب كل صفة من هذه الصفات أي إنسان وجماعة؟ لابدّ من
الإلتفات إلى هذه النقطة في الإجابة عن هذا السؤال أن لكل نقطة ضعف تزل قدمه فيها.
والواقع الرواية المذكورة تبين نقطة الضعف لكل من الطوائف الست المذكورة. بعبارة
أخرى البعض محصن من بعض الذنوب كأن لا يمارس القمار أو لا يشرب الخمر، بينما يجري
وراء بعض الذنوب الأخرى، فهذه الرواية تتناول النوع الثاني من الذنوب.
2. جذور شقاء الإنسان هذه الصفات الست التي أشير إليها في الرواية المذكورة.
ولو غيبت هذه الصفات عن المجتمع البشري واجتث يوماً التعصب والتكبر والظلم والحسد
والخيانة والجهل لكانت الدنيا جنّة قطعاً. تأمل ذلك اليوم!