قال الإمام علي عليه السلام: «الزاهد فيالدنيا كلّما ازدادت له تجلياً ازداد
عنها تولياً». [1]
الشرح والتفسير
إنّ منشأ أغلب المشاكل الأخلاقية التي تصيب الإنسان، مشكلة المعرفة، وحين تحل
هذه المشكلة وتتكامل معرفة الإنسان تحل مشاكله الخلقية. لِمَ أصبح البعض عبدة
للدنيا؟
لأنّهم لم يعرفوا هذه الدنيا الغرارة المزخرفة. طبعاً من الواضح أننا لا نرى
الأخلاق مساوية للعلم والمعرفة بحيث ليس هنالك من تدخل للغرائز فيها، ولكن يقيناً
أنّ أحد مصادر الأخلاق العلم والمعرفة. وعليه لو صدّق عبدة الدنيا أنّها سريعة
الزوال وتافهة ومتقلبة ومشوبة بأنواع المحن لما عبدوها قط. دخل شخص على ملك وقال:
أحبّ أن أجلس على عرشك ليوم واحد ويكون الأمر لي في كل شيء! وافق الملك وجلس ذلك
الشخص على العرش. فأمر الملك أن يلفّ خنجر بشعرة ويعلّق فوق رأس ذلك الشخص. فلمّا
رأى الخنجر اضطرب وقلِق. سأل: ما هذا الخنجر؟ قيل: هذه مصائب ومصاعب الحكومة
ولابدّ أن تتحمل. فانتظر غروب الشمس فلمّا غربت نزل من العرش وتنفس الصعداء وقال:
الحمد للَّه لم أصبح ملكاً. وكان المرحوم آية اللَّه العظمى البروجردي رحمه الله
أحد مراجع التقليد الأفذاذ في