responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 109

49. الدنيا والآخرة

قال الإمام علي عليه السلام: «ما بَعُدَ كائِن وما قَرُبَ بائِن». [1]

الشرح والتفسير

يشير هذا الحديث إلى الدنيا والآخرة؛ والآخرة كائنة، أى قادمة؛ وعليه فما سيأتي ليس ببعيد. أمّا الدنيا فمفارقة على كل حال وبائنة والبائن ليس بقريب. والخلاصة فإنّ الدنيا القريبة ظاهرياً بعيدة، أمّا الآخرة البعيدة ظاهرياً فقريبة ودائمة. والتعبيرات التي وردت في الآيات والروايات بشأن الدنيا والآخرة كثيرة وعلّة التأكيد على هذه المسألة ما يعرض لنا نحن الناس للأسف من غفلة. فمنطق بعض الناس كمنطق عمر بن سعد- لعنة اللَّه عليه- حيث يقولون: الدنيا في اليد والآخرة مؤجلة فلا ينبغي بيع العاجل من أجل الآجل‌

ألا إنّما الدنيا لخيرٍ معجّلٍ‌

وما عاقلٌ باعَ الوجودَ بدينِ‌

[2].

والحال ليست الدنيا نقد ولا الآخرة فقد؛ فأعظم المقامات والمناصب تزول بطرفة عين،


[1]. بحار الأنوار، ج 74، ص 419.

[2]. حين أراد ابن زياد من عمر بن سعد قتال الإمام الحسين عليه السلام، استمهله عمر ليفكر ليلة في هذا الأمر، فأنشد شعراً تلك الليلة في حيرته ومن ذلك بيته:

ألا إنّما الدنيا لخيرٍ معجّلٍ‌

وما عاقلٌ باعَ الوجودَ بدينِ‌

(منهاج الدموع، ص 291)

اسم الکتاب : قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست