قال الإمام علي عليه السلام: «ما بَعُدَ كائِن وما قَرُبَ بائِن». [1]
الشرح والتفسير
يشير هذا الحديث إلى الدنيا والآخرة؛ والآخرة كائنة، أى قادمة؛ وعليه فما
سيأتي ليس ببعيد. أمّا الدنيا فمفارقة على كل حال وبائنة والبائن ليس بقريب.
والخلاصة فإنّ الدنيا القريبة ظاهرياً بعيدة، أمّا الآخرة البعيدة ظاهرياً فقريبة
ودائمة. والتعبيرات التي وردت في الآيات والروايات بشأن الدنيا والآخرة كثيرة
وعلّة التأكيد على هذه المسألة ما يعرض لنا نحن الناس للأسف من غفلة. فمنطق بعض
الناس كمنطق عمر بن سعد- لعنة اللَّه عليه- حيث يقولون: الدنيا في اليد والآخرة
مؤجلة فلا ينبغي بيع العاجل من أجل الآجل
[2]. حين أراد ابن زياد من عمر بن سعد
قتال الإمام الحسين عليه السلام، استمهله عمر ليفكر ليلة في هذا الأمر، فأنشد
شعراً تلك الليلة في حيرته ومن ذلك بيته: