ونظير هذا
الحرمان الشديد أيضاً ما كنت أعيشه عندما كنت في النجفالأشرف، فكنت آخذ الخبز
دَيْناً من الخباز إلى أنشعرت بالخجل الشديد منه، وكنت في بعض الأيّام أحتاج إلى
الحمام ولكنني لم أكن أملك النقود الكافية لدفعها إلى الحمامي، فاضطررت أن أدفع
إلى الحمامي ساعتي الزهيدة الثمن كوديعة عنده إلى أن أحصل على المال، ولعله فهم
حالتي فلم يقبل بالساعة وقال: أعطني المبلغ فيما بعد.
ولكن من
الواضح أنّ مثل هذه الحوادث والامتحانات لمن يسير في خط الطاعة والإيمان والعبودية
لله تعالى تمثل ألطافاً إلهية خفية بحيث تلفت نظر الإنسان من جهة إلى الذات المقدّسة،
ومن جهة اخرى تقوي فيه روح المثابرة والمقاومة والصبر والاستقامة، إنّ مثل هذه
الامور عبارة عن بوتقة اختبار لتنقية روح الإنسان من الشوائب، وأخيراً انفتحت
الأبواب وزالت الموانع وتيسرت الحالة المالية.
إنني أسعى
مهما أمكن أن اقلل الاستفادة من بيت المال، ولهذا السبب فانني في حياتي السابقة
كنت أعتمد في تأمين مواردي المالية على التبليغ في أيّام شهر محرم وصفر وشهر رمضان
المبارك، والبعض منها استلمه كحقوق ولكن بعد أن راجت تأليفاتي فإني أستلم (حقّ
التأليف) من الناشرين لتأمين نفقات حياتي ومعيشتي، وأخيراً لم أكن أقبض حقوقاً
شهرية من المراجع، وحتى في هذه