إنّ هذا
العالم ليس الوطن الأصلي للإنسان ولا المحلّ الدائمي لإقامته، بل متجر كبير دخله
الإنسان برأسمال عظيم كساعات العمر والطاقات الإنسانية والإبداعات الفكرية
والعقلية لينال منه ما يؤهله للسعادة الأبدية والحياة الخالدة.
أمّا أولئك
المثابرون الناشطون والأذكياء من أهل السعي والجهد فهم عالمون بفنون هذه الصفقة
التجارية العظيمة، فلم يسكنوا لحظة واحدة وواصلوا حركتهم ليشتروا بذلك الرأسمال
السلع الأجود والأمتعة الأدوم والمصير المشرق لهم ولمجتمعهم، ولم ينفقوها في سبيل
الفساد والإنحراف والعبث فيخرجوا من هذا المتجر صفر اليدين.