إنّما تنشأ
حالة التقية والكتمان عادة إثر سعي الأكثرية الأنانية للمجتمع للحيلولة دون تعبير
الأقلية الصالحة عن أفكارها وعقائدها، ومن المسلّم به أنّ مثل هذا المجتمع لن تكتب
له السعادة والموفقية، فلابدّ للأفراد الصالحين في المجتمع الإسلامي والإنساني من
التمتع بهذا الحق في التعبير عن أفكارهم وعقائدهم أمام العامة دون أدنى تقية وكتمان،
ولا ينبغي على عامة الناس أن يكونوا عقبة في طريق هؤلاء فسحب، بل يتوجب عليهم
احترام حرية الفكر والتعبير عن العقيدة إلى جانب تمهيد السبيل وتوفير الإمكانات
التي تبلور هذه الأفكار، ومثل هذا المجتمع يكون من المصاديق البارزة لمن أثنى
اللَّه تعالى عليهم في كتابه الكريم، وهم الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه
[2].