وذكر المرحوم الشيخ الطوسي هذا الدعاء في السجدة الأخيرة للركعة الثامنة من نافله الليل [1].
-*-*-*-
5. وروى أبو بصير هذا الدعاء عن الإمام الصادق عليه السلام لطلب الرزق وقال عليه السلام:
«كانَ عليُّ بنُ الحُسَين عليهما السلام يَدْعو بهذا الدُّعاءِ:
اللَّهُمَّ انّى اسْئَلُكَ حُسْنَ الْمَعيشَةِ، مَعيشَةً اتَقَوّى بِها عَلى جَميعِ حَوآئِجى، وَاتَوَصَّلُ بِها فِى الْحَياةِ الى آخِرَتى، مِنْ غَيْرِ انْ تُتْرِفَنى فيها فَاطْغى، اوْ تَقْتُرَ بِها عَلَىَّ فَاشْقى، اوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَافْضِلْ عَلَىَّ مِنْ سَيْبِ فَضْلِكَ، نِعْمَةً مِنْكَ سابِغَةً، وَعَطآءً غَيْرَ مَمْنُونٍ، ثُمَّ لاتَشْغَلْنى عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ بِاكْثارٍ مِنْها تُلْهينى بَهْجَتُهُ، وَتَفْتِنّى زَهَراتُ زَهْوَتِهِ، وَلا بِاقْلالٍ عَلَىَّ مِنْها يَقْصُرُ بِعَمَلى كَدُّهُ، وَيَمْلَأُ صَدْرى هَمُّهُ، اعْطِنى مِنْ ذلِكَ يا الهى غِنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ، وَبَلاغاً انالُ بِهِ رِضْوانَكَ، وَاعُوذُ بِكَ يا الهى مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ ما فيها، وَلاتَجْعَلِ الدُّنْيا عَلَىَّ سِجْناً، وَلافِراقَها عَلَىَّ حُزْناً، اخْرِجْنى مِنْ فِتْنَتِها مَرْضِيّاً عَنّى، مَقْبُولًا فيها عَمَلى الى دارِ الْحَيَوانِ، وَمَساكِنِ الْأَخْيارِ، وَابْدِلْنى بِالدُّنْيَا الْفانِيَةِ، نَعيمَ الدَّارِ الْباقِيَةِ، اللَّهُمَّ انّى اعُوذُ بِكَ مِنْ ازْلِها وَزِلْزالِها، وَمِنْ سَطَواتِ شَياطينِها، وَسَلاطينِها وَنَكالِها، وَمِنْ بَغْىِ مَنْ بَغى عَلَىَّ فيها، اللَّهُمَّ مَنْ كادَنى فَكِدْهُ، وَمَنْ ارادَنى فَارِدْهُ، وَفُلَّ عَنّى حَدَّ مَنْ نَصَبَ لى حَدَّهُ، وَاطْفِ عَنّى نارَ مَنْ شَبَّ لى وَقُودَهُ، وَاكْفِنى مَكْرَ الْمَكَرَةِ، وَافْقَأْ عَنّى عُيُونَ الْكَفَرَةِ، وَاكْفِنى هَمَّ مَنْ ادْخَلَ عَلَىَّ هَمَّهُ، وَادْفَعْ عَنّى شَرَّ الْحَسَدَةِ، وَاعْصِمْنى مِنْ ذلِكَ بِالسَّكينَةِ، وَالْبِسْنى دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَاخْبَأْنى فى سِتْرِكَ الْواقى، وَاصْلِحْ لى حالى، وَصَدِّقْ قَوْلى بِفِعالى، وَبارِكْ لى فى اهْلى وَمالى» [2].
[1]. مصباح المتهجّد: ص 147.
[2]. الكافي: ج 2، ص 553، ح 13.