يوم المبعث، وهو يوم شريف ومقدّس. فقد بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله
بالرسالة الإلهيّة حين كان الناس في جهل وضلال، وقد طمست آثار التوحيد وسادت
الخرافات والانحرافات، ونسيت أهداف الأنبياء، وظهرت الوثنية، ووأد البنات، وانتشر
الظلم والجور وسفك الدماء والسلب والنهب وهضم حقوق الضعفاء والفحشاء والمنكر الذي
خيّم على الجزيرة العربية.
كما كان أهل سائر البلدان يعيشون الشرك وغياب العدل والقسط، وضاعت الفضائل
والقيم، فبعث اللَّه محمّداً صلى الله عليه و آله في هذا العصر واصطفاه لهداية
البشرية ليدعوها إلى التوحيد والعبودية، وينقذها من الشرك والجهل والضلال، ويفيض
عليهم الإيمان والتقوى. وقد أحدث المبعث النبويّ هزّة عميقة في حياة المجتمع
البشريّ، وثورة في روح الإنسان. والحريّ تسمية يوم مبعثه صلى الله عليه و آله بيوم
التوحيد وإحياء القيم والمثل الإنسانية. وإكبار هذا اليوم وتخليد رسول الإسلام
وعقد المجالس وإقامة الاحتفالات ومحافل الفرح والسرور هو في الواقع تجليل للأهداف
النبيلة لذلك المعلّم الإنسانيّ وإعلان الالتزام بالتوحيد والنبوّة وجميع القيم
التي حملها النبيّ صلى الله عليه و آله للمجتمع البشريّ.
وقد ذكر الإمام الصادق عليه السلام يوم المبعث على أنّه أشرف الأعياد [1]. وقد ذكر
الأعلام عدّة أعمال في هذا اليوم: