responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 25

وتهدّد وجودها.

فلو لا تخطيط النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله في هذه المدّة التي استغرقت 13 سنة في مكة المكرمة، وما قام به من «الإدارة صحيحة» لحركة الدعوة الإلهيّة، فإنّ هذه الرسالة السماوية الفتيّة لا يمكنها أن توفّق للامتداد السريع وخلق أفراد مؤمنين وملتزمين بقيم وتعاليم هذا الدّين لكي يحملوا أعباء الرسالة والدعوة وإنشاء المجتمع الجديد.

إنّ مسألة تعليم القرآن كانت إلى درجة من الأهميّة بين المسلمين بحيث إنّ مهر النساء أحياناً كان تعليم القرآن‌ [1]، وبذلك كان القرآن الكريم عقيدة وبرنامجاً ومنهجاً، تعليماً وتربيةً، ونظاماً سياسياً واطروحة للحكومة.

مواجهة الضغوط في مكة وبداية الهجرة:

إنّ أجواء مكّة وبسبب هيمنة أشرار قريش وحالات الإرهاب والضغوط التي كانت تمارس ضدّ المسلمين من قِبل المشركين المتشدّدين، لم تكن تسمح بامتداد الإسلام أكثر، فكان لابدّ من إيجاد خطّة جديدة وبرنامج منظّم لانتقال المسلمين بشكل تدريجي إلى المدينة التي أعلن أهلها اتّباعهم للنبيّ الجديد واعتناقهم للدعوة الإلهيّة، فكانت الأجواء في المدينة مساعدة أكثر لنموّ ورشد هذه الدعوة الإلهيّة، وأخيراً قام النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله نفسه بالهجرة وبشكل خفيّ إلى‌ المدينة، والتحق بالمسلمين هناك.

أجل، كانت المدينة بمثابة انعطافةٍ مهمّة في نهضة الإسلام واتساع الدعوة إلى الرسالة الجديدة.

وفي هذه المرحلة تمّ إجراء المخطّط بدقّة، بالرغم من أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله تعرّض لصعوبات كبيرة، وكانت حياته مهدّدة بالخطر، ولكنّ اللَّه تعالى الذي ادخره لتجسيد رسالته العظيمة كان يؤازره وينصره دائماً ويدفع عنه الأخطار.

ولكن في تلك المرحلة التي كان النبي يعيش فيها في مكة المكرمة قام بخطوات مؤثرة


[1]. انظر: وسائل الشيعة، كتاب النكاح، ج 15، ص 4.

اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست