responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 118

المادية، كلها لا تجلب النصر في ميدان القتال، وليس لها الدور الأساس في اختيار القائد أو المدير، فالمهم في هذا المقام تحلي الإنسان ب «العلم» و «القدرة».

وطبعاً لابدّ من بيان هذه الحقيقة وهي أنّ المراد من المعرفة والعلم هنا ما يرتبط بالعلم الذي يتناغم وينسجم مع عمل المدير والقائد ويؤثر في تدبيره وقيادته بشكل حاسم.

إنّ الكثير من المؤسسات والإدارات قد أغفلت هاتين الصفتين أو المعيارين المهمين بسبب هيمنة العلاقات الشخصية والخصوصية على مدرائها وكان مصيرها أخيراً هو التلاشي والفشل.

إنّ المدير، الذي لا يملك العلم أو القدرة الكافية، يقود مؤسسته أو إدارته إلى هوّة السقوط، ومثل هذا القائد لا يكتب لجيشه في ميدان القتال سوى الهزيمة والاندحار.

يقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال:

«العَاملُ عَلَى‌ غَيرِ بِصِيرَةٍ كَالسّائِرِ عَلى‌ غَيْرِ الطّريقِ لاتَزِيدُهُ سُرعَةُ السَّيرِ إلّا بُعداً عَنِ الطَّرِيقِ» [1].

وفي هذا المجال أيضاً يقول النبي الأكرم صلى الله عليه و آله:

«مَنْ استَعمَلَ عَامِلًا عَلى‌ المُسلِمِينَ وَهُوَ يَعلَمُ أَنَّ فِيهِم مَنْ هُوَ أَولى‌ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَأَعلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبيِّهِ، فَقَدْ خانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَجَميعَ المُسلِمِينَ» [2].

والحقيقة أنّ هذا الحديث الشريف الذي ينظر إلى البُعد الإيماني والالتزام الديني في الشخص من جهة، وكذلك إلى البعد العلمي والتخصصي من جهة أخرى يثير في النفوس الذهول والعجب في تحذيره الخطير الذي يؤكد فيه ضرورة مراعاة هذا الأصل «اللياقة والمعرفة» في جميع الموارد.

وكذلك يتبيّن أنّ قسم من هذين الامتيازين ذاتيّ في الإنسان، والقسم المهم الآخر يكتسبه الإنسان في حركة الحياة وخاصة من خلال التجربة والممارسة، وينبغي على القادة والمدراء الاهتمام بهذين البعدين على حدّ سواء.


[1]. الكافي، ج 1، ص 43.

[2]. سنن البيهقي، ج 10، ص 11.

اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست