responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 116

والدعوة أمام كل ما يواجهه من صعاب، واعترفوا بأنّ هذا الإيثار وهذه التضحية والفداء من علائم إيمانه العميق والراسخ بدينه ورسالته.

إنّ إيمان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بهدفه ورسالته كان عميقاً وراسخاً إلى درجة أنّه أحياناً، وبسبب عدم قبول الناس لدعوته، يعيش الهم والألم الشديد بحيث تكاد روحه تخرج من بدنه، والقرآن الكريم يخاطبه في هذا الشأن ويواسيه:

«فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً» [1].

لقد ورد في الأحاديث الإسلامية أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله كان يقوم إلى العبادة والتضرع إلى اللَّه تعالى حتى كانت تتورم قدماه، إلى أن نزل عليه القرآن يقول:

«مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى» [2].

هذه كلها تشير إلى أنّ المدير والقائد في عالم البشرية لابدّ من أن يعيش الإيمان العميق بدينه إلى أقصى درجة، الإيمان الذي يهيمن على فكره وروحه وينعكس على جميع أعمال وأقواله وينبع من أعماق قلبه، وهذا الإيمان الراسخ هو الذي يكون بمثابة البوصلة التي تتحكم في أعماله وسلوكياته، وهذا الإيمان العميق هو السبب في توفر الجاذبية الخاصة لهذا النبي الكريم صلى الله عليه و آله في دعوته الرسالية.

وخلاصة الكلام أنّ الإيمان بالهدف يمثّل للمدير أو القائد أول وأهم شرط للنجاح والموفقية، وأساساً فإنّ العشق للعمل والسعي وبذل الجهد لا يمكن أن يتحقق بدون توفر مثل هذا الإيمان.

وطبعاً فإنّ الإيمان بالهدف في النظم الدينية يساوق الإيمان بالدين.

2 و 3- العلم والقدرة

وكما هو معلوم أنّ هاتين الصفتين وردتا بشكل صريح في القرآن الكريم، وقد أشار


[1]. سورة الكهف، الآية 6.

[2]. سورة طه، الآية 2.

اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست