responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 54

لجيمع الأفراد، وهكذا نرى أنّ اللَّه تعالى، ومن أجل تنظيم حياة البشر وحساب أوقاتهم، قد منحهم هذه المواهبة السماوية والتقويم الطبيعي، والعجيب أنّ القمر يؤدي مهمته ويبعث ببركاته منذ ملايين السنين بدون أي خلل أو نقص.

ونقرأ في الآيات 39 و 40 من سورة يس:

«وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حتّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ* لَاالشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ».

وعندما وصف القرآن الكريم حركة الشمس والقمر في هذه الآيات الشريفة، كان الجو العلمي في ذلك العصر محكوماً بنظرية بطليموس، فقد كانت هذه النظرية هي السائدة على تلك الأجواء المعرفية والعملية، ويرى بطليموس أنّ الشمس والقمر لا يتحركان بنفسيهما بل يقعان في نقطة ساكنة وبدون حركة وكل واحد منهما يقع في دائرة فلكية وشفافة، وتلك الدائرة الفلكية هي المتحركة، أي ما يسمى ب «الفلك»، وعلى هذا الأساس فإنّ الشمس والقمر لا يتحركان بنفسيهما، بل تبعاً للفلك الذي ينضويان فيه، وهذه النظرية كانت حاكمة على الفكر البشري مدّة 1500 سنة، إلى أنّ جاء غاليلو وكپلر قبل ثلاثمائة أو أربعمائة عام وأثبتا بطلان هذه النظرية، في حين أنّ القرآن الكريم أعلن عن بطلان هذه النظرية، وطبقاً للآيات 39 و 40 من سورة يس، والتي تقدّم ذكرها، أنّ الشمس والقمر يتحركان حركة مستقلة.

2. الجزر والمد

عندما يكون القمر في مقابل البحر فإنّه يقوم بجذب ماء البحر إليه وبالتالي يرتفع منسوب ماء البحر وأحياناً يبلغ ارتفاع الماء متراً واحداً وأحياناً أخرى يصل إلى مترين، وهذه الظاهرة تؤدي إلى اختزال ونقص المياه الموجودة في سواحل البحار وبالتالي تنحسر هذه المياه باتجاه البحر، وتسمى هذه الحالة ب «الجزر»، وعندما

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست