responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 506

الإنسان وغير الإنسان، ومضافاً إلى هذه الآية المذكورة فهناك آيات أخرى وردت في القرآن الكريم وكذلك في روايات المعصومين عليهم السلام تقرر هذه الحقيقة.

ولكنّ النقطة المهمّة هنا أنّ اللَّه تعالى ضمن الرزق للمخلوقات بشروط خاصّة وأحدها السعي وبذل الجهد لطلب هذا الرزق واكتسابه، يقول الإمام علي عليه السلام:

«اطْلُبُ الرِّزْقَ فَإِنَّهُ مَضْمُونٌ لِطالِبِهِ» [1].

وعلى ضوء ذلك فإنّ اللَّه تعالى لا يضمن رزق الأشخاص الذين يعيشون الكسل وطلب الراحة ولا يتحركون في سبيل الكسب وتهيئة أمور المعاش، بل الضمان الإلهي ينحصر بمن يسعون في طلب الرزق، كما هو المثل المعروف بين الناس:

«منك الحركة ومن اللَّه البركة».

سؤال: لماذا ضمن اللَّه تعالى الرزق للناس؟

الجواب: إنّ الإنسان حريص بذاته: «إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً» [2]، ولذلك فإنّه يتحرك في طلب الرزق وتحصيل أمور المعيشة من موقع الحرص والهلع خوفاً من بقائه جائعاً، وخوفاً على مستقبل أولاده، والشخص الذين يعيش الحرص والهلع يقوده هذا الحرص إلى ارتكاب الذنوب والتلوث بأنواع المعاصي.

فالحريص ربّما يميل إلى أخذ الرشوة، وربّما يأكل الربا، ويحتمل أن يغش في معاملاته أو يطفف في الميزان، والخلاصة أنّه لا يمتنع من أي ذنب ومخالفة من أجل كسب الرزق، كل ذلك بدافع الطمع والجشع والحرص، ولكن إذا علم أنّ رزقه مضمون عند اللَّه وعليه أن يتحرك في طلبه، فإنّه لا يجد باعثاً على التلوّث في وحل الذنوب.


[1]. ميزان الحكمة، باب 1479، ح 7127.

[2]. سورة المعارج، الآية 19.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست