responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 483

في ذلك اليوم؟

الجواب: ربّما يستطيع الإنسان إنكار ذلك في الدنيا مهما كانت هناك قرائن وشواهد وشهود على أنّ المتهم قد ارتكب العمل الفلاني، وربّما يضطرالمتهم مع كل هذه الشواهد والشهود على الإقرار والاعتراف بجرمه وجريرته، مثلًا إذا جيى‌ء بالمتهم إلى‌ المحكمة ووجدوا آثار بصمات أصابعه على محل الجريمة أو ووضعوا كامرات التصوير الخفي في محل الجريمة وتمّ تصوير فلم وثائقي عن عملية ارتكاب الجريمة، أو أنّ المتهم كان قد تحدث بعمله وجريمته إلى بعض أصدقائه وقام ذلك الصديق بتسجيل اعترافاته على شريط الكاسيت، فمثل هذا المتهم ومع وجود كل هذه الأدلة والقرائن لا يجد مفرّاً من الاعتراف بجريمته، وأمّا في الآخرة فهناك قرائن وشواهد أقوى وأكثر بكثير ممّا يوجد في الدنيا، فهناك لا يجد المتهم مفرّاً من الاعتراف ولا طريق له إلى الإنكار، فلو أراد شخص إنكار ما ارتكبه من ذنوب وما اجترحه من سيئات، فإنّ يديه ورجليه وسائر أعضائه وجوارحه سيشهدون عليه، فلو أراد إنكار عمله، فسوف يرتفع فجأة صوت من بقعة الأرض التي ارتكب فيها الجريمة، ويقول: إلهي إنّ هذا الإنسان في اليوم الفلاني وفي الساعة الفلانية ارتكب هذه المعصية عليِّ، وإذا أراد الإنكار، فإنّ الملكين اللذين كانا معه طيلة عمره يشهدون عليه ويكشفون عن جميع تفاصيل أعماله، فهل يبقى مجال لإنكار المجرم لجريمته وذنبه أمام هذه المحكمة، التي تملك مثل هذه الشواهد والقرائن ضد المتهم؟

الواقع أنّ تلك المحكمة الإلهيّة عجيبة، لأن الشواهد والقرائن والشهود إلى درجة من الكثرة بحيث لا يستطيع المتهم نفسه إنكار ما صدر منه، بل إنّ المتهم سيشهد على نفسه ويصدر الحكم بنفسه على نفسه.

النتيجة، إنّ جميع أعمال الإنسان وحركاته وأقواله ستتعرض للسؤال يوم القيامة،

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست