مقبولة لأنّ التوبة لا تتحقق بقول أستغفر اللَّه والندم القلبي فقط، بل يجب أن
يتحرك التائب من موقع جبران أخطائه وذنوبه السابقة والعمل على إصلاحها.
والشخص الذي يخلق بدعة في الدين ويدعو آلاف الأفراد للعمل بها، فكيف يمكنه
جبران ما فات وإخبار هؤلاء الأشخاص بذلك حتى يغسل الذنب الذي ارتكبه، فضلًا عن أنّ
بعض العوام إلى درجة من العناد والتمرد بحيث إنّهم حتى لو سمعوا اعتراف صاحب
البدعة بخطئه وندمه، فإنّهم لا يقبلون منه.
والسبب في الموقف المتشدد للإسلام من البدعة، أنّ البدعة تضرب أساس الدين
وتستهدف قلبه وأصله، وعندما تزداد البدع فإنّ الدين نفسه يتعرض لخطر الاهتزاز
والاضمحلال والتشويش.
إنّ أصحاب البدع وبسبب هذا الذنب العظيم يظلمون أنفسهم من جهة، ويظلمون
الآخرين بتحركهم في خط الضلالة والانحراف، وكذلك يظلمون الدين بما أدخلوا فيه ما
ليس منه وبما عملوا على تشويش صورته وتحريف معالمه وتلويث أحكامه.
ومع الأخذ بالحسبان التعابير الشديدة في الآيات القرآنية تجاه البدعة، ينبغي أولًا: معرفة حدود
البدعة وتمييزها من الإبداعات في المجالات العرفية.
وثانياً: أن نجتنب البدعة المحرمة بشدّة.
سؤال: أحياناً يثير البعض هذا الإشكال، وهو أنّ
مواكب العزاء وطريقة الشيعة في إقامة المآتم على مصائب أهل البيت عليهم السلام من
اللطم على الصدور وضرب السلاسل وأمثال ذلك، يعدّ بدعة وحراماً، ويجب اجتنابه،
فلماذا يواصل الشيعة هذا العمل المحرم؟