responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 425

أرجى آية في القرآن!

فقد ورد في رواية أنّ الإمام عليّاً عليه السلام قال: «يا أهل العراق تزعمون أنّ أرجى آية قوله عزّوجلّ:

«قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُوا مِنْ رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» [1].

وإنّا أهل‌البيت نقول أرجى آية في كتاب اللَّه: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى‌»» [2].

سؤال: هل يوجد تناقض وتقاطع بين قول الإمام علي عليه السلام وقول أهل الكوفة عندما ذكروا له الآية الشريفة في حين أنّ هذا الرأي مقتبس أيضاً من بعض الروايات؟

الجواب: اعتقد أنّه لا يوجد تناقض وتقاطع بين هذين الرأيين، لأنّ كلّ واحد منهما ناظر إلى جهة معيّنة من الأمل والرجاء في آيات القرآن:

فالآية الاولى واردة في مقام التوبة، والآية الثانية واردة في مقام الشفاعة، ونعلم أنّ هذين المقامين مختلفان.

وتوضيح ذلك: عندما يرتكب الشخص معصية أو يسير في خطّ الانحراف والذنب، ثمّ يتحرك لطلب التوبة ويريد جبران ما فاته من الخلل والقصور، فعندما يقرأ آيات القرآن الكريم فإنّ أرجى آية بالنسبة له هي الواردة في مقام التوبة، لأنّ الإنسان في كلّ مرحلة يسقط فيها من مراتب الإنسانية والكمال المعنوي، فإن هذه الآية المذكورة تبعث له بنور الأمل وتضي‌ء زوايا قلبه بنور الرجاء، ومع تكرار حالات التوبة الناقصة سيوفق أخيراً للتوبة الحقيقية ويشمله اللَّه تعالى بلطفه ورعايته.

وأمّا المذنب الذي لا يوفق للتوبة ويأتي في الآخرة مع حمل ثقيل من الذنوب والمعاصي، فإن عينه ستكون مشدودة إلى شفاعة الشافعين، ولذلك فإنّ أرجى آية


[1]. سورة الزمر، الآية 53.

[2]. التفسير الأمثل، ذيل الآية المذكورة.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست