الإنسان على أعماله وتصرفاته أكثر، فالإنسان إذا علم أنّ عليه ناظراً واحداً
فلا يهتم كثيراً لذلك، ولكن عندما يعلم بوجود عدّة مراقبين لأعماله فإنّه سيتحرك
في أعماله وسلوكياته من موقع الاهتمام والدقّة أكثر، فالإنسان الذي يعلم أنّ
اللَّه تعالى عالم بأعماله وسرائره، وبالاضافة إلى ذلك يوجد ملكان يراقبانه
وينظران إليه ويسجلان جميع حركاته وأعماله وأقواله، فإنّ حاله يختلف عن حال ذلك
الشخص الذي يعتقد بأنّ اللَّه فقط هو الناظر إليه دون الملائكة.
ب) وهناك مهمّة اخرى لهؤلاء الملائكة الحفظة، وهي
المحافظة على جسم الإنسان ونفسه ممّا يواجهه من أخطار وحوادث كثيرة، فلولا هؤلاء
الحفظة الإلهيين فإنّ الكثير من الأطفال لا يصلون إلى سن الرشد والكبر، لوجود
الكثير من الأخطار والحوادث التي تحيط بالأطفال، ويقوم هؤلاء الملائكة الحفظة
بالتدخل لدرء هذه الأخطار وحفظ هؤلاء الأطفال من شرّها، وعليه فإنّ هؤلاء الملائكة
يحفظون أعمالنا ونيّاتنا وأفكارنا، وكذلك يحفظون أبداننا وأنفسنا من شرّ الحوادث
والأخطار، إلى أن يحين أجل الإنسان فيتوقفون عن وظيفتهم ومراقبتهم هذه ويسلّمونه
إلى ملك الموت.
2. يقول تبارك وتعالى في الآيات 10- 12 من سورة الانفطار:
وهذه الآيات أيضاً تشير إلى وجود ملائكة يكتبون أعمالنا ويراقبوننا في
تصرفاتنا وحركاتنا ويسجلون جميع ما يصدر من الإنسان من أعمال وأفكار ونيّات.
سؤال: لماذا عبّر القرآن عن هؤلاء الملائكة بكلمة
«كراماً»؟ فما هي المكرمة التي قام بها هؤلاء الملائكة من أجل الإنسان؟
الجواب: ورد في بعض الروايات أنّ الإنسان إذا عمل
عملًا صالحاً فإنّ هؤلاء يكتبونه بعشرة أضعاف، لأنّ اللَّه تعالى يقول: «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا