responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 385

ولا يقبل التحقق، وعليه فطبقاً لهذه الآية الشريفة فإنّ رؤية اللَّه من المحالات.

الإمام علي عليه السلام في جواب عن هذا السؤال: هل رأيت ربّك الذي تعبده؟

فقال: وكيف أعبد ربّاً لم أره.

فقال السائل: وكيف رأيته؟

فقال:

«لا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ بِمُشاهَدَةِ الْعَيانِ وَ لكِنْ تُدْرِكُهُ الْقُلُوبُ بِحَقائِقِ الْإيمانِ» [1].

ولولا هذه التعاليم الإلهيّة الصادرة من أهل البيت عليهم السلام، فربّما كنّا نحن مثل فرقة المجسمة، أو يكون حالنا حال بعض المسلمين الذين سقطوا في هذا الخطأ الكبير، هنا ندرك عمق ما ورد في حديث الثقلين وخاصّة في الجملة الأخيرة منه:

«ما إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِما لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً»

. ومادمنا متمسكين بالعروة الوثقى وبالقرآن والعترة فإننا نسير في خط الحق والإيمان، ولكن أي فئة من المسلمين تتمسك بأحدهما دون الآخر، فإنّها ستنحرف بلا شك عن الصراط المستقيم وتنزلق في وادي الضلالة ومتاهات الظلام.

يجب أن نتوجه بالشكر والتقدير لآبائنا وأجدادنا الذين علّمونا هذه الرؤية وأوصلوا لنا نعمة الولاية لأهل البيت عليهم السلام لنعيش في ظلّ اتّباعهم وهدايتهم ونقول:

«الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ».

ما المقصود بهذه الأقسام المهمّة؟

إنّ اللَّه تعالى ومن أجل إثبات حقانية القرآن الكريم وهو الكتاب السماوي للمسلمين، أقسم بجميع المرئيات وغير المرئيات. وبهذا فقد أقسم بجميع ما في عالم الوجود وبجميع الكائنات: «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ».


[1]. نهج‌البلاغة، الخطبة 179.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 385
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست