responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 366

المقسم له الثاني: أجر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله‌

بعد أنّ برأ الباري تعالى نبيّه الأكرم صلى الله عليه و آله من تهمة الجنون، ألحق آية أخرى لتطييب خاطر النبي وبيان مكانته ومنزلته عند اللَّه وأنّ أتعابه لا تذهب سُدىً فقال:

«وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ».

هناك ثلاثة أمور مؤثرة في كسب الثواب الإلهي:

1. إنّ العمل كلما كان مقترناً بالتعب والمشقة استحق الثواب أكثر، وقد ورد هذا المعنى في الحديث المأثور:

«أَفْضَلُ الْأَعْمالِ أَحْمَزُها» [1].

إنّ ثواب الحج الذي كان يحصل عليه القدماء مع كل تلك المعاناة والمشقات وما يواجهونه من مشاكل بدنية ومالية، لا يمكن أن يساوي ثواب الحج الذي يحصل عليه المسلم في هذا العصر وبهذه الإمكانات والرفاهية والوسائل السريعة والمريحة.

2. كلما كانت نيّة الإنسان خالصة أكثر، فإنّ ثوابه وأجره سيكون أكثر بنفس النسبة، فالإخلاص هو الإكسير الذي يبدل نحاس الأعمال إلى ذهب.

3. كلما ازداد عقل الإنسان فإنّ أعماله ستكون مقبولة عند اللَّه أكثر، فقد ورد هذا المعنى في بعض الروايات الشريفة التي تقرر أنّ ثواب الأعمال يكون بمقدار ما اوتي الإنسان من عقل وشعور وفهم‌ [2]، وعلى هذا الأساس فإنّ ثواب ركعتين من صلاة يؤديها العالِم العامل لا تقبل المقارنة في ثوابها مع ركعتين صلاة يؤديها الإنسان العادي.

ولا شك في أنّ عمل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ومهمته في إبلاغ الوحي الإلهي والتعاليم‌


[1]. بحار الأنوار، ج 67، ص 191 و 237.

[2]. ونقرأ في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «إِنَّ الثَّوابَ عَلى‌ قَدْرِ الْعَقْلِ» ميزان الحكمة، باب 2786، ح 1343.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست