responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 326

وهم يقصدون غزو المدينة المنورة، أمّا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقد كان يتجنب الحرب وسفك الدماء مهما أمكنه ذلك، ويسعى بمقتضى تعاليم الإسلام السامية أن يحل المسائل بطرق سلمية والتصالح والتفاهم، وإذا لزم الأمر فإنّه يتحرك من موقع الدفاع بشجاعة فائقة، ولهذا أرسل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله هيئة من كبار المسلمين إلى هؤلاء المشركين، وبعد أن تحدّث رسل النبي إلى قادة المشركين، لم يصلوا إلى نتيجة، وكان المشركون يصرون على الحرب والقتال، فعاد أفراد الوفد إلى المدينة المنورة، وأخبروا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بما حصل، فبعد أن يأس رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من التفاهم مع هؤلاء المشركين طلب عليّاً عليه السلام ليحل هذه المشكلة [1].

فجمع الإمام علي عليه السلام جيشاً من المسلمين وتوجه إلى هؤلاء الأعداء، وبما أنّ جيش الإسلام كان قد تحرك من المدينة في ليلة مظلمة وبشكل سري، فإنّ العدو لم يلتفت إلى ذلك، فكان أن أطبق عليهم الجيش الإسلامي وحاصرهم، إلّاأنّ المسلمين لم يهاجموا العدو في الليل بل صبروا حتى طلع الفجر وبدأوا هجومهم الصاعق على المشركين، ولما كان العدو غافلًا عن هذه الخطة والحملة السريعة فقد سقط الكثير من أفراده قتلى، وأسر المسلمون الباقي وانتصر الجيش الإسلامي في هذه الواقعة، وقيّدوا الأسرى بالسلاسل لمنعهم من الفرار «ولذلك سمّيت هذه الغزوة بذات السلاسل» وعادوا إلى المدينة منتصرين ومرفوعي الرأس.

والملفت أنّ الجيش الإسلامي في صباح ذلك اليوم وبينما كان يبعد عن المدينة المنورة مسافة يومين أو ثلاثة أيّام، قرأ النبي الأكرم عليه السلام في صلاة الصبح بعد سورة الحمد سورة العاديات وتعجب المسلمون من ذلك، وسألوا النبي بعد الانتهاء من‌


[1]. بما أنّ كل مشكلة كانت تقع في عصر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كان الإمام علي عليه السلام يحلّها، فمن هنا اطلق عليه لقب «حلال المشاكل»، ولم يقتصر الأمر على زمان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، بل استمر هذا الحال حتى في زمن الخلفاء أيضاً، وليس هذا ادّعاء، بل إنّ الخليفة الثاني اعترف مرات عديدة بهذه الحقيقة، وقال: «اللَّهُمَّ لاتَبْقِني لِمُعْضَلَةٍ لَيْسَ لَها أَبُوالْحَسَن».

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست