responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 321

ولمحة من سخاء وايثار هؤلاء الأولياء، فقد كانوا «الإمام علي وأهل بيته» جميعاً صائمين وحان وقت الإفطار وجلسوا لتناول طعام الإفطار، وفي ذلك الوقت طرقت الباب وإذا بمسكين يطلب المعونة، فما كان من هؤلاء الأولياء إلّاأن جمعوا طعامهم كله وهو عبارة عن خمسة أقراص من الخبز وأعطوها للمسكين وبقوا في تلك الليلة بدون طعام ولم يفطروا إلّابالماء القراح، وفي اليوم الثاني صاموا أيضاً وعند الغروب وحينما جلس الإمام علي والزهراء والحسنان عليهم السلام على مائدة الافطار وإذا بيتيم يطرق الباب، وفي هذه المرّة أيضاً دفعوا له جميع أفطارهم ولم يفطروا إلّابالماء، وهكذا الحال في اليوم الثالث عندما جاء أسير وطرق الباب فأعطوه طعامهم أيضاً! [1].

والمثال الآخر على سخاء الإمام علي عليه السلام أنّه دفع خاتمه إلى الفقير وهو في حال الركوع، وقد ذكر هذه الواقعة الشيعة وأهل السنّة في كتبهم الروائية المعتبرة [2] وهناك أمثلة كثيرة أخرى.

أجل، فإنّ العلم والتقوى والسخاء والشجاعة والقدرة والزهد والنزاهة، والخلاصة، جميع الصفات الحسنة والفضائل الأخلاقية اجتمعت في الإمام علي عليه السلام فغدا تجسيداً لجميع الفضائل والمكرمات.

سؤال: إنّ الإمام عليّاً عليه السلام الذي يقف في صلاته بين يدي اللَّه تعالى وهو لا يشعر بشي‌ء ممّا حوله من شدّة خشوعه في مواجهته للذات المقدّسة، بحيث إنّهم كانوا يخرجون السهم من قدمه دون أن يشعر بذلك، فكيف سمع صوت الفقير في المسجد وناوله خاتمه وهو في صلاته؟ ألا يتنافى هذا المعنى مع حضور القلب في الصلاة؟

الجواب: صحيح أنّ الإمام عليّاً عليه السلام كان في صلاته ينسى كل شي‌ء سوى اللَّه تعالى، ولكنّ صوت السائل ومساعدة الفقير تعتبر أيضاً عبادة مقربة إلى اللَّه تعالى‌


[1]. شرح هذه القصّة في أسناد ومصادر من أهل السنّة في كتابنا «آيات الولاية في القرآن».

[2]. المصدر السابق.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست