responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 318

المقسم له:

بعد بيان القصّة المذكورة في شأن نزول هذه الآيات، نشرع بشرح وتفسير المقسم له:

«إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى‌»؛ أي: أُقسم بظلمة الليل، وأقسم بنور النهار، وأقسم بخالق المذكر والمؤنث، بأنّ سعيكم متفاوت ومختلف، فبعضهم كأبي الدحداح يتحرك في خط الكرم والبذل والعطاء ويفكر في آخرته ومصيره في ذلك العالم، وبعضهم كصاحب النخلة يعيش الشح والبخل ولا يفكر إلّابهذه الدنيا وزخارفها. وبالنتيجة فإنّ كلا هذين الشخصين أو الطائفتين تتناسب وتتناغم أعمالهم مع عقائدهم وشاكلتهم.

ثم إنّ اللَّه تعالى يبيّن عاقبة كل واحدة من هاتين الطائفتين ونتائج كل واحد من هذين النمطين في التفكير وفي النهج وفي الحركة:

«فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى‌ وَاتَّقَى‌* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى‌* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى‌». بمعنى أنّ الطائفة التي تتحرك من موقع البذل والعطاء وتسير في خط التقوى والطاعة والعبودية، كأبي الدحداح، فسوف نقوم بتيسير أمورهم في الدنيا والآخرة ونعينهم في حلّ مشاكلهم، ونسهّل لهم طريق الخير والإيمان ونفتح لهم أبواب الجنّة يوم القيامة.

«وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى‌* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى‌* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى‌* وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى‌». وأمّا الطائفة التي تتحرك في خط البخل وهم ملوثون برذيلة البخل والشح ويتصورون أنّهم أغنياء وأثرياء ببخلهم وعدم إنفاقهم المال للفقراء المحتاجين، ونتيجة هذا البخل أنكروا يوم القيامة والنعيم الأخروي، (كما هو حال أصحاب النخلة) فسوف نقود هؤلاء في طريق العسر والمشقة، فلا ينتفعون من أموالهم وثرواتهم في هذه الدنيا وسيكون مصيرهم إلى النار وسوف لا تنفعهم أموالهم في ذلك اليوم.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست