المدينة المقدّسة، حالة الأمن والاستقرار: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً»[1] ثم طلب غيرها
من الأمور الاقتصادية والترفيهية.
وفي هذا السياق فإنّ إنفاق مبالغ طائلة لتحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار في
أجواء المجتمع وتحكيم أركانه وتقوية دعائمه، كل ذلك لا يعدّ اسرافاً، فلو رأينا في
حرب الثمان سنوات، كم فقدنا من الشبّان الشجعان والأعزاء من أجل الحصول على الأمن
أو حفظ هذه النعمة الكبيرة، فإنّ هذه الغاية هي التي تهون علينا المصيبة وتجعلها
قابلة للتحمل، إنّ القرآن الكريم يواجه بشدّة وحسم الأفراد الذين يعملون على إثارة
القلاقل وإيجاد حالة من الإرباك والخلل في أجواء المجتمع الإسلامي ويعرضون أمنه
واستقراره للخطر، ويطلق على هؤلاء اسم «المحاربين» ويقرر لهم عقوبات شديدة وقاسية،
فالأشخاص الذين يحملون السلاح بقصد الإضرار بالمجتمع ويعرضون البلد إلى الإرباك
وعدم الأمن فإنّهم مصداق للمحاربين حتى وإن لم يسفكوا دماً في عملهم .. فالأشخاص الذين
يعملون في تهريب المخدرات وتوزيعها بين الناس فإنّهم بهذا العمل يعرّضون أمن
المجتمع للخطر، ويمهّدون الأرضية اللازمة لوقوع الشبّان في فخ الإدمان على
المخدرات، فعقوبة هؤلاء هي عقوبة المحارب .. والأشخاص الذين يقومون بإدارة مراكز
الفحشاء والفساد في المجتمع الإسلامي ويعرّضون استقرار الناس وإيمان المسلمين
للخطر، فهم أيضاً مشمولون لهذا الحكم الشرعي .. والأشخاص الذين لا يتورّعون من بثّ
الفتنة وتسميم الفضاء الفكري والذهنية العامة بأقلامهم في الصحف والمجلات والكتب
..
والأشخاص الذين يعملون على زرع عناصر الخلل والإرباك في مفاصل اقتصاد