responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 197

المختلفة التي يركبها الإنسان في واقع الحياة.

وتوضيح ذلك: إنّ الوسائل النقلية في قديم الزمان ليست مثل الوسائل التي يركبها الإنسان المعاصر، فأهم وسيلة نقلية كانت في الماضي، الخيل، حيث كانت الحكومات تستخدم هذه الوسيلة لنقل الأخبار من المدن والبلدان البعيدة في ما يسمى بالبريد، وتعمل هذه الخيل على إيصال الخبر بسرعة إلى المكان المقصود وبمدّة قصيرة، وفي أثناء الطريق كانت هناك نقاط للبريد يستبدل صاحب البريد جواده بجواد آخر لكي يستطيع إيصال الرسالة أسرع إلى المكان المعيّن، وهكذا يستمر في طريقه بالمرور بمنازل متعددة للبريد ويتمّ إيصال الرسالة بسرعة.

هنا يقول القرآن الكريم: «أيّها الإنسان! أنت مثل هذا البريد تعيش التبدل والتغير دائماً وتستبدل مركبك باستمرار، وفي كل منزل من هذه المنازل الأربعين تركب مركباً جديداً وتستمر في سيرك وحركتك نحو اللَّه تعالى، فإذا كنت في هذه الحالة تعيش السلامة والصحة والقدرة فلا ينبغي لك أن تغتر أو يصيبك الزهو لأنّك سريعاً ما تنزل من هذا المركب وتركب بدله مركب الضعف والعجز واهتزاز القدرات وضعف القابليات، وإذا كنت الآن راكباً مركب المرض والوهن فلا ينبغي أن تيأس أو تشعر بالإحباط فلعل اللَّه تعالى يشملك بلطفه وعنايته وتركب سريعاً مركب الصحة والسلامة، ولو كنت راكباً مركب الأمن والسعة فعليك أن تؤدي شكر هذه النعمة أو نعمة الشباب التي تعيشها.

في سنوات الحرب المفروضة بين العراق وايران، وعندما كان جيش صدام يقصف المدن الإيرانية والأهالي العزل بالصواريخ البعيدة المدى فإنّ الكثير من أهالي هذه المدن والمناطق كانوا يلتجئون إلى القرى والقصبات والجبال النائية، وبعض هذه المدن كانت تخلو من السكان إلى درجة أنّها تشبه مدينة الأشباح والأرواح، أي، أنّ الخوف وعدم الأمن قدوصل إلى درجة أنّ بعض الناس‌

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست