responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 192

توضيح ذلك: إنّ الافق بعد غروب الشمس يتلون بلون الحمرة، ويعتقد البعض بأنّ هذه الحمرة هي الشفق، ومن هنا شبّه دم الشهيد بالشفق على أساس هذا التفسير، وبعد زوال الحمرة المذكورة يظهر بياض شفاف في الافق حيث ذهب البعض إلى أنّه هو المراد من كلمة الشفق، ولا تفاوت مهم بين هذين المعنيين، المهم أنّ اللَّه تعالى أقسم بذلك المنظر الخاص الذي يظهر في الافق قبل طلوع الشمس أو بعد غروبها.

سؤال: ما هو دور الشفق في حياة الإنسان بحيث إنّ اللَّه تعالى يقسم به؟

الجواب: إذا سادت بعد غروب الشمس ظلمة الليل مباشرة وخيم الظلام الدامس في الأجواء بعد غروب الشمس، أو أنّ ضوء النهار أحاط بالأجواء بعد طلوع الشمس مباشرة، فإنّ ذلك من شأنه إلحاق الضرر بأعيننا ويؤثر تأثيراً سلبياً على أعصابنا، ولكن مع الأخذ بالحسبان ظهور الشفق بعد غروب الشمس وتحركه بالتدريج نحو الظلام فإنّ ذلك من شأنه تهيئة الظروف المناسبة للعين لتستعد لحلول الظلمة، أو بالنسبة لطلوع الشمس فالشفق يعمل على تهيئة الأجواء تدريجياً لتستعد العين لصوء النهار بحيث لا يؤذي ذلك خلايا العين ولا يخلف تأثيراً سلبياً على الأعصاب. وعلى سبيل المثال عندما ينقطع التيار الكهربائي فجأة فسوف نعيش لحظات في ظلام دامس وهذا من شأنه ارباك القوة الباصرة وإلحاق الضرر بالعين بحيث لا نرى شيئاً في جوانبنا، وبعد أن تعتاد العين على هذه الظلمة تستطيع تدريجياً أن‌ترى ما يحيط بها من أشياء، وكأنّ اللَّه تعالى عندما أقسم بالشفق يريد منّا الالتفات إلى هذا الدور المهم والحساس للشفق في حياة الإنسان.

«وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ»؛ إنّ فوائد وبركات النور جليّة ولا تخفى على أحد، ولكن هل لظلمة الليل التي أقسم اللَّه تعالى بها في هذه الآية فائدة ومنفعة في حركة الحياة والإنسان؟

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست