بعض علائم يوم القيامة وانشقاق السماء واندثار الكرات السماوية وامتداد الأرض
واتساعها كل ذلك في مطلع يوم القيامة «إِذَا
السَّمَاءُ انشَقَّتْ ...».
والمرحلة الثانية تطرح هذه السورة موضوع حشر الكائنات وبعث الأموات وخروجهم من
قبورهم وعودتهم إلى الحياة:
«وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ...».
وفي المرحلة الثالثة يتحرك القرآن الكريم للتذكير بهذه النقطة المهمّة، وهي
أنّ الإنسان بدأ حركته وحياته من العدم، وهو متجه في حركته هذه إلى اللَّه تعالى
وسيواجه في هذا المسير الطويل مشكلات عديدة ومصاعب جمّة، ولكنّه في النهاية سوف
يواجه اللَّه تعالى ويلاقيه، وطبعاً فهذه الملاقاة ليست بالعين الناظرة كما يعتقد
بذلك بعض أهل السنّة وأنّ اللَّه يمكن أن يُرى بالعين البدنية يوم القيامة، بل يرى
الإنسان عظمة اللَّه تعالى وتحقق وعده ووعيده في ذلك اليوم العظيم ويعيش في مواجهة
المصير فيما يترتب على أعماله من الثواب والعقاب: «يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ
كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ».
وفي المرحلة الرابعة تتحدّث الآيات عن مصير البشر بعد موقف المحشر وتبيّن كيف
أنّ الإنسان سيواجه آثار العظمة الإلهيّة في ذلك اليوم حيث ينقسم البشر إلى قسمين:
فبعض يستلم كتاب أعماله بيمينه ولا يواجه مشقّة في عملية المحاسبة وسيعود إلى أهله
بوجه مبتهج، وبعض آخر يستلمون صحيفة أعمالهم بيد الشمال ويعيشون الهم والحزن،
ويتعالى صراخهم من شدّة الألم ويحاولون التغطية على صحيفة أعمالهم السوداء لئلا
يراها الآخرون فيفتضحون، هذه الطائفة من الناس هم الذين كانوا يعيشون في الدنيا
بأشد حالات السرور والترف والخوض في المعاصي والآثام، وبذلك سيكون مصيرهم إلى
النار.
المرحلة الخامسة مورد البحث في هذه السورة، الأقسام الأربعة التي سنتحدث عنها
لاحقاً بشيء من التفصيل في قوله تعالى:
«فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ...»