responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 188

الملاحظة الثانية:

بالنسبة لمعنى جملة «لا أقسم» التي تكررت في القرآن الكريم عدّة مرّات، هناك آراء وأقوال مختلفة ونشير هنا إلى ثلاثة منها:

1. إنّ كلمة «لا» في الجملة المذكورة زائدة، وعليه فجملة «لا أقسم» بمعنى «أقسم» بحذف كلمة «لا» في المعنى والمقصود، وطبعاً فإنّ «لا» الزائدة لا تعني أنّها ليست ذات خصوصية في الكلام، بل تأتي هنا للتأكيد (وبهذه الملاحظة يكون معنى الجملة: «أقسم مؤكّداً»).

2. كلمة «لا» ليست زائدة، ولكن هنا جملة مقدرة بين «لا» وبين «أقسم» وكلمة «لا» تتعلق بتلك الجملة المحذوفة لا ب «القسم». ويكون معنى الآية الشريفة:

«لا يكون الأمر كما يقول المشركون، أقسم بالشفق»

. والنتيجة أنّ «لا» وردت هنا لنفي كلام المشركين لا نفي القسم.

3. إنّ جملة «لا أقسم» تفيد أنّ المسألة إلى درجة من الوضوح والبداهة بحيث لا تحتاج إلى قسم، وهذه الاحتمالات الثلاثة أهم ما ورد من أقوال في تفسير جملة «لا أقسم»، ولكن نظراً لما ورد في الآية 75 من سورة الواقعة فإنّ الاحتمال الأول هو الأقوى من بين هذه الاحتمالات الثلاثة، وذلك أنّ الآية المذكورة تقول:

«فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ».

ونرى في هذه الآية الشريفة تصريح بجملة «لا أقسم» وأنّ هذا القسم عظيم، إذن فالاحتمالان الأخيران بعيدان عن المعنى المقصود، والاحتمال الأول هو الصحيح.

الملاحظة الثالثة:

إنّ بعض المسائل المهمّة في واقع الحياة وبسبب العادة وكثرة المواجهة ربّما يتصور الإنسان أنّها ليست ذات أهميّة، في حين أنّ مثل هذا التصوّر باطل ومجانب‌

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست