responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 182

إذا أردتم، أيّها القراء الأعزاء، نيل السعادة في الدنيا والآخرة، فينبغي إحياء هذين الأصلين، المبدأ والمعاد، وتفعيلهما في واقع الفكر وفي الممارسة والعواطف، لأنّ الإيمان بالتوحيد إذا كان قويّاً في قلب الإنسان ويجد له رصيداً وقاعدة متماسكة في المحتوى الداخلي للإنسان فسوف يجد هذا الإنسان المؤمن، اللَّه تعالى أمامه دائماً ويراه ناظراً لأعماله ومشرفاً على سلوكياته، والشخص الذي يعتقد بهذه العقيدة فإنّه يلتزم بآثارها ويرى أنّ اللَّه تعالى مطّلع على جميع أموره العلنية والخفية ويعلم حتى بنياته وخلجات قلبه، ومعلوم أنّ مثل هذا الشخص سوف لا يتحرك أبداً في خط المعصية والانحراف.

إنّ المسلم الذي يعتقد بوجود حساب دقيق ونظم خاص بمجريات الأمور في العالم ويعتقد بأنّه سوف يحين ذلك اليوم الذي يحاسب فيه على جميع أعماله، ويجب عليه أن يجيب عن كل عمل وكل صغيرة وكبيرة ارتكبها في حياته، فإنّه سيتحرك من موقع المثابرة والاهتمام والحذر من تخطي جادة الصواب والانزلاق في متاهات المعصية، ونرى في المجتمعات البشرية وجود مرحلة ضعيفة جدّاً وناقصة من المراقبة والمحاسبة للأفراد المتخلفين عن القانون، ومع كل القصور والنواقص المشهودة لهذه المراقبة والمحاسبة البشرية والقانونية، إلّاأنّها تتمتع بآثار ومعطيات هامة على مستوى منع حدوث الكثير من الجرائم والمخالفات القانونية.

وبالرغم من أنّ جهاز الشرطة وقوى الأمن في المجتمعات البشرية المعاصرة لا تستطيع توفير المراقبة الدقيقة على الأفراد في كل الأزمنة والأمكنة، وحتى في المواقع التي تدخل في مهمتها وتستطيع من أداء مسؤوليتها فإنّها لا تكون مراقبة دقيقة وإشراف كامل على حركات وسلوكيات الأفراد، ولكن نفس هذه المراقبة والمتابعة الضعيفة والناقصة لها تأثير واضح في خفض نسبة الجريمة في واقع المجتمع، كما أنّ المحاكم البشرية في هذه الدنيا تعتبر نموذجاً صغيراً وضعيفاً عن‌

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست