اسم الکتاب : مصباح المتهجد المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 1 صفحة : 586
عن تملقك لما انتهى إلي من المعرفة بجودك وكرمك، وأنت الفاعل لما
تشاء تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشاء، وترحم من تشاء بما تشاء كيف تشاء،
لا[227]تسأل عن فعلك ولا تنازع في ملكك ولا تشارك في أمرك ولا تضاد في حكمك
ولا يعترض عليك أحد في تدبيرك، لك الخلق والامر تبارك الله رب العالمين،
يا رب هذا مقام من لاذ بك واستجار بكرمك وألف إحسانك ونعمك، وأنت الجواد
الذي لا يضيق عفوك ولا ينقص فضلك ولا تقل رحمتك، وقد توثقنا منك بالصفح
القديم والفضل العظيم والرحمة الواسعة أفتراك[228]يا رب تخلف ظنوننا أو
تخيب آمالنا كلا يا كريم! ليس[229]هذا ظننا بك ولا هذا فيك طمعنا، يا رب إن
لنا فيك أملا طويلا كثيرا[230]إن لنا فيك رجاء عظيما، عصيناك ونحن نرجو أن
تستر علينا ودعوناك ونحن نرجو أن تستجيب لنا، فحقق رجاءنا مولانا[231]فقد
علمنا ما نستوجب بأعمالنا، ولكن علمك فينا وعلمنا بأنك لا تصرفنا عنك[232]
وإن كنا غير مستوجبين لرحمتك فأنت أهل أن تجود علينا وعلى المذنبين بفضل
سعتك فامنن علينا[233]بما أنت أهله، وجد علينا فإنا محتاجون إلى نيلك يا
غفار بنورك اهتدينا، وبفضلك استغنينا وبنعمتك[234]أصبحنا وأمسينا، ذنوبنا
بين يديك، نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك، تتحبب إلينا بالنعم ونعارضك
بالذنوب، خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد، ولم يزل ولا يزال ملك كريم
يأتيك عنا بعمل قبيح فلا يمنعك