اسم الکتاب : مصباح المتهجد المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 1 صفحة : 584
ذنبه، رب! أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه، أدعوك يا رب! راهب راغبا
راجيا خائفا، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت وإذا رأيت كرمك طمعت، فإن عفوت 206
فخير راحم وإن عذبت فغير ظالم، حجتي يا الله في جرأتي على مسألتك مع
إتياني[207]ما تكره جودك وكرمك، وعدتي في شدتي مع قلة حيائي رأفتك ورحمتك،
وقد رجوت أن لا تخيب[208]بين ذين وذين منيتي[209]فحقق رجائي واسمع دعائي،
يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج، عظم يا سيدي أملي وساء عملي فأعطني
من عفوك بمقدار أملي، ولا تواخذني بأسوء عملي، فإن كرمك يجل عن مجازاة
المذنبين وحلمك[210]يكبر عن مكافاة المقصرين، وأنا يا سيدي عائذ بفضلك هارب
منك إليك منتجز[211]ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا وما أنا يا رب وما
خطري، هبني بفضلك وتصدق علي بعفوك أي[212]رب! جللني بسترك واعف عن[213]
توبيخي بكرم وجهك، فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفت تعجيل
العقوبة لاجتنبته، لا لانك أهون الناظرين إلي وأخف المطلعين علي[214]بل
لانك يا رب خير الساترين وأحكم الحاكمين[215]وأكرم الاكرمين ستار العيوب
غفار الذنوب علام الغيوب تستر الذنب بكرمك وتؤخر العقوبة بحلمك، فلك الحمد
على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد قدرتك، ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك
عني