من شيوخ المعتزلة البارزين في الفقه والكلام (69)، وأبي ياسر مظفر بن محمّد الخراساني البلخي المكنّى بأبي الجيش ، قال النجاشي في ترجمته : « كان متكلما ، وعليه كان ابتداء قراءة شيخنا أبي عبد اللّه رحمه اللّه » (70)أي المفيد .
ثمّ اقترح عليه شيخه أبو ياسر الحضور في مجلس درس علي بن عيسى الرماني المعتزلي المعروف (71)والذي تقدم حكاية حضور الشيخ المفيد فيه وما حصل له مع الرماني ، فحضر عليه المفيد مستفيدا من تخصصه في علم الكلام .
وهكذا أخذ يتدرج في العلم على يد مشايخ بغداد وهو في مقتبل من عمره ، حتى أنّه يوجد في بعض أسانيد ما يرويه أنّه سمع الحديث وهو في سنّ الخامسة من عمره .
وقد كانت بيئته بغداد التي لم يغادرها منذ أن وطئت ترابها قدماه تمثل عاصمة العالم الإسلامي في العلم والفكر والحضارة كما هي عاصمته في الحكومة والسياسة ، كانت بغداد تزخر بصنوف التيارات والاتجاهات والمذاهب ، وتزدحم أروقتها بعشرات العلماء من فقهاء ومتكلمين ومفسرين وفلاسفة واُدباء وشعراء وأطباء وغيرهم . ومن رموز عصره الذين عايشهم وعاصرهم وتعاطى معهم علميا :
1 ـ أبو بكر محمّد بن الطيب بن محمّد الباقلاني ( م 403هـ ) ، وقد كانت للشيخ المفيد معه مناظرات وحوارات .
2 ـ أبو الجيش مظفر بن محمّد الخراساني ( م 367هـ ) قال عنه الشيخ الطوسي : « متكلم ، له كتب في الإمامة ، وكان عارفا بالأخبار ، وكان من غلمان أبي سهل النوبختي . . . وكان شيخنا أبو عبد اللّه (رحمه الله) قرأ عليه وأخذ » (72).