عمرو بن الحمق
96 جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارَيَابِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ وَ هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ (إِنْ شَاءَ اللَّهُ)[1] رَفَعَهُ، قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) سَرِيَّةً، فَقَالَ لَهُمْ إِنَّكُمْ تَضِلُّونَ سَاعَةَ كَذَا مِنَ اللَّيْلِ فَخُذُوا ذَاتَ الْيَسَارِ، فَإِنَّكُمْ تَمُرُّونَ بِرَجُلٍ فِي شَأْنِهِ[2] فَتَسْتَرْشِدُونَهُ، فَيَأْبَى أَنْ يُرْشِدَكُمُ حَتَّى تُصِيبُوا مِنْ طَعَامِهِ فَيَذْبَحُ لَكُمْ كَبْشاً فَيُطْعِمُكُمْ ثُمَّ يَقُومُ فَيُرْشِدُكُمْ، فَاقْرَأُوهُ مِنِّي السَّلَامَ وَ أَعْلِمُوهُ أَنِّي قَدْ ظَهَرْتُ بِالْمَدِينَةِ.
فَمَضَوْا فَضَلُّوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَ لَمْ يَقُلْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ (ص) تَيَاسَرُوا! فَفَعَلُوا فَمَرُّوا بِالرَّجُلِ الَّذِي قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَاسْتَرْشِدُوهُ فَقَالَ لَهُمُ الرَّجُلُ لَا أَفْعَلُ حَتَّى تُصِيبُوا مِنْ طَعَامِي! فَفَعَلُوا، فَأَرْشَدَهُمُ الطَّرِيقَ. وَ نَسَوْا أَنْ يُقْرِءُوهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَالَ فَقَالَ لَهُمُ الرَّجُلُ وَ هُوَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أَ ظَهَرَ النَّبِيُّ (ع) بِالْمَدِينَةِ فَقَالُوا نَعَمْ. فَلَحِقَ بِهِ وَ لَبِثَ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (ص) ارْجِعْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي مِنْهُ هَاجَرْتَ فَإِذَا تَوَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَأْتِهِ! فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ حَتَّى إِذَا تَوَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) الْكُوفَةَ، أَتَاهُ فَأَقَامَ مَعَهُ بِالْكُوفَةِ، ثُمَّ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) قَالَ لَهُ لَكَ دَارٌ قَالَ نَعَمْ. قَالَ بِعْهَا وَ اجْعَلْهَا فِي الْأَزْدِ، فَإِنِّي غَداً لَوْ غِبْتُ
[1]- و لا يخفى ان ابا القاسم ليس كنية معروفة لمعاويّة بن عمّار بل هو كنية لأبيه عمّار و لعله لذا قال إنشاء اللّه.
[2]- شائه- خ و الشاء جمع الشاة.