قَالَ الْكَشِّيُّ: وَ ذَكَرَتِ الطَّيَّارَةُ[1] الْغَالِيَةُ فِي بَعْضِ كُتُبِهَا عَنِ الْمُفَضَّلِ: أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ قُتِلَ مَعَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي أَبَا الْخَطَّابِ سَبْعُونَ نَبِيّاً كُلُّهُمْ رَأَى وَ هَلَكَ نَبِيُّنَا فِيهِ[2]، وَ أَنَّ الْمُفَضَّلَ قَالَ أُدْخِلْنَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، قَالَ، فَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) يُسَلِّمُ عَلَى رَجُلٍ رَجُلٍ مِنَّا وَ يُسَمِّي كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا بِاسْمِ نَبِيٍّ، وَ قَالَ لِبَعْضِنَا السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُوحُ، وَ قَالَ لِبَعْضِنَا السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ، وَ كَانَ آخِرُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَ، قَالَ[3] السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا يُونُسُ، ثُمَّ قَالَ لَا تُخَايِرْ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّيُّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفِ فِي إِثْبَاتِ إِمَامَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع)، قُلْتُ لِشَرِيكٍ إِنَّ أَقْوَاماً يَزْعُمُونَ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ! فَقَالَ أُخْبِرُكَ الْقِصَّةَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَجُلًا صَالِحاً مُسْلِماً وَرِعاً، فَاكْتَنَفَهُ قَوْمٌ جُهَّالٌ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ وَ يَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ وَ يَقُولُونَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَ يُحَدِّثُونَ بِأَحَادِيثَ كُلُّهَا مُنْكَرَاتٌ كَذِبٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَعْفَرٍ، يَسْتَأْكِلُونَ النَّاسَ بِذَلِكَ وَ يَأْخُذُونَ مِنْهُمُ الدَّرَاهِمَ، فَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ ذَلِكَ بِكُلِّ مُنْكَرٍ، فَسَمِعْتُ الْعَوَّامَ بِذَلِكَ مِنْهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ هَلَكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ، وَ هَؤُلَاءِ مِثْلُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ بَيَانٍ[4] وَ عَمْرٍو النَّبْطِيِ
[1]- الطيارة يطلق في عرف أهل الرواية على أهل الغلوّ.
[2]- في نسخة ب: و هلّل و شافهه. و في ه: و هلّل بنباوته؟.
[3]- قال- خ.
[4]- قد مرّ في 544 و 549، ان بيانا كان يكذب على عليّ بن الحسين( ع)، و هذا يؤيد ضعف الرواية دلالة بالنسبة الى المفضل ايضا.