زَوْجَتِي وَرَاءَ السِّتْرِ تَسْمَعُ كَلَامِي وَ هَذَا ابْنِي وَ هَذَا خَادِمِي قَدْ رُزِقْتُ كُلَّ ذَلِكَ، فَحَجَّ بَعْدَ هَذَا الْكَلَامِ حَجَّتَيْنِ تَمَامَ الْخَمْسِينَ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ حَاجّاً: فَزَامَلَ[1] أَبَا الْعَبَّاسِ النَّوْفَلِيَّ الْقَصِيرَ، فَلَمَّا صَارَ فِي مَوْضِعِ الْإِحْرَامِ دَخَلَ يَغْتَسِلُ: فَجَاءَ الْوَادِي[2] فَحَمَلَهُ فَغَرَقَهُ الْمَاءُ رَحِمَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاهُ، قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ زِيَادَةً عَلَى الْخَمْسِينَ، عَاشَ إِلَى وَقْتِ الرِّضَا (ع) وَ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ مِائَتَيْنِ، وَ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ وَ كَانَ أَصْلُهُ كُوفِيّاً وَ مَسْكَنُهُ الْبَصْرَةَ، وَ عَاشَ نَيِّفاً وَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَ مَاتَ بِوَادِي قَنَاةَ[3] بِالْمَدِينَةِ وَ هُوَ وَادِي يَسِيلُ مِنَ الشَّجَرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ.
مَا رُوِيَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الرَّجَّانِيِ
573 قَالَ أَبُو الْحَسَنِ حَمْدَوَيْهِ بْنُ نُصَيْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ لَيْسَ هُوَ مِنْ وُلِدَ أَعْيَنَ، لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ الْحُسَيْنُ.
وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جِبْرِيلَ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارَيَابِيِّ بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَرْخِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الرَّجَّانِيِّ قَالَ:، دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (ع) وَ أَنَا غُلَامٌ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا بُنَيَّ مَا كُلُّ مَنْ طَلَبَ هَذَا الْأَمْرَ أَصَابَهُ[4]، ثُمَّ دَخَلْتُ
[1]- زامل الرفيق: عادله على البعير بان ركب كل واحد في جانب من المحمل.
[2]- ودى الشيء: سال و منه اشتقاق الوادى لسيلان الماء فيه.
[3]- في نسخة ه: نيفا و تسعين سنة و مات بوادى قباة.
[4]- قال الممقانى: هذه الرواية مجملة لعدم تبين وجه البكاء و لا المشار إليه بقوله هذا الامر و لا المراد بقوله اللّه اعلم حيث.