الْحُسَيْنِ فَرَجَعَ أَبُو خَالِدٍ إِلَى الْجَارِيَةِ وَ أَخَذَ بِأُذُنِهَا الْيُسْرَى ثُمَّ قَالَ يَا خَبِيثُ يَقُولُ لَكَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع) اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ الْجَارِيَةِ وَ لَا تَعَرَّضْ لَهَا إِلَّا بِسَبِيلٍ خَيْرٍ فَإِنَّكَ إِنْ عُدْتَ أَحْرَقْتُكَ بِنَارِ اللَّهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ، فَخَرَجَ مِنْهَا وَ لَمْ يَعُدْ إِلَيْهَا، وَ دَفَعَ الْمَالَ إِلَى أَبِي خَالِدٍ فَخَرَجَ إِلَى بِلَادِهِ.
يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ
194 مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِيسَى، عَنْ صَفْوَانَ، عَمَّنْ سَمِعَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ ارْتَدَّ النَّاسُ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ (ع) إِلَّا ثَلَاثَةً أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيُّ وَ يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ وَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ لَحِقُوا وَ كَثُرُوا.
وَ رَوَى يُونُسُ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ، مِثْلَهُ وَ زَادَ فِيهِ وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ.
195 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْآدَمِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَوَّلِ (ع) قَالَ أَمَّا يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ: فَكَانَ يَظْهَرُ الْفُتُوَّةَ، وَ كَانَ إِذَا مَشَى فِي الطَّرِيقِ وَضَعَ الْخَلُوقَ عَلَى رَأْسِهِ وَ يَمْضَغُ اللُّبَانَ[1] وَ يُطَوِّلُ ذَيْلَهُ، وَ طَلَبَهُ الْحَجَّاجُ فَقَالَ تَلْعَنُ أَبَا تُرَابٍ وَ أَمَرَ بِقَطْعِ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ وَ قَتَلَهُ، أَمَّا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:
[1]- بضم اللام: الكندر. و الخلوق بالفتح: ضرب من الطيب مركب من الزعفران و غيره.