(الخامس) الإنفحة و هی لبن مستحیل فی جوف السخلة طاهرة (1) و إن کانت میتة
______________________________
الطهارة مذهب أکثر المتقدمین و جمع من المتأخرین منهم الشهید و فی (الدروس) أن روایة التحریم ضعیفة و القائل بها نادر و فی (الذخیرة) أنه مذهب الشیخ و الصدوق و کثیر من الأصحاب و فی شرح الفاضل أنه مذهب الأکثر (انتهی) و فی أطعمة (المهذب) حمل طهارة اللبن فی الخبر إما علی التقیة أو علی مقارنة الشاة للموت و العامة أیضا مختلفون فمالک و الشافعی و أحمد فی إحدی الروایتین عنه علی النجاسة و أبو حنیفة و داود حکما بالطهارة و هی الروایة الضعیفة عن أحمد و الظاهر اتفاق الکل علی طهارة لبن الجاریة کما فی شرح الأستاذ حیث نقل الإجماع علی ذلک و هو المشهور کما فی (المختلف و الکفایة و الذخیرة) و ظاهر (التذکرة) و خالف ابن حمزة فعده فی أقسام النجاسات و هو المنقول عن ظاهر الإسکافی و ظاهر الصدوق
(قوله قدس سره) (و الإنفحة و هی لبن مستحیل فی جوف السخلة طاهرة)
الإنفحة بکسر الهمزة و فتح الفاء مخففة کرش الحمل ما لم یأکل و إذا أکل فهو کرش کذا عن أبی زید و فی (القاموس) الإنفحة بکسر الهمزة و تشدید الحاء و قد تکسر الفاء و المنفحة و المنفحة شی‌ء یستخرج من بطن الجدی الراضع أصفر فیعصر فی صوفة مبتلة فی اللبن فیغلظ کالجبن فإذا أکل الجدی فهو کرش و تفسیر الجواهری الإنفحة بالکرش سهو و فی (المجمع) الإنفحة بکسر الهمزة و فتح الفاء مخففة و هی کرش الحمل و الجدی ما لم یأکل فإذا أکل فهو کرش حکاه الجوهری عن أبی زید و فی (المغرب) إنفحة الجدی بکسر الهمزة و فتح الفاء و تخفیف الحاء و تشدیدها (و قد یقال) منفحة أیضا و هی شی‌ء یخرج من بطن الجدی أصفر یعصر فی صوفة مبتلة فی اللبن فیغلظ کالجبن و لا یکون إلا بکل ذی کرش و یقال هی کرشه إلا أنه ما دام رضیعا سمی ذلک الشی‌ء إنفحة فإذا عظم و رعی العشب قیل استکرش (و اختلف) الفقهاء فی تفسیرها علی نحو اختلاف أهل اللغة فالمصنف «ره» فسرها باللبن کما عرفت و مثل ذلک فی (النهایة و کشف الالتباس) و إلیه مال فی (المدارک) اقتصارا علی موضع الوفاق قال مع أن إرادة الثانی غیر بعیدة و فی (شرح الفاضل) أن تفسیرها باللبن هو المعروف و لم یذکر فی باب الأطعمة غیره (قلت) هذا التفسیر موافق للأخبار و لما فی (المغرب و القاموس) و فی (السرائر و الروضة و أطعمة المسالک و التنقیح و طهارة جامع المقاصد و الدلائل و شرحی الفاضل) و الأستاذ أیده اللّٰه تعالی أنها کرش الحمل أو الجدی ما لم یأکل و هو ظاهر (الذکری) حیث جعل تطهیره من المیّتة أولی و هو لا یناسب اللبن و هو موافق (للصحاح و الجمهرة و المجمع) و هو المحکی عن أبی زید و لعله الأظهر من کلام الأکثر حیث عدوها مما لا تحله الحیاة و المفسرون له بهذا المعنی أکثر و أولی بالاعتبار و الاعتماد و الحکم بالطهارة و إن کانت السخلة میتة کما صرح به جماعة من الفقهاء و فی (الغنیة) علی ما فی (الذخیرة) الإجماع و کذا ظاهر (المنتهی) الإجماع و فی (شرحی الفاضل) و الأستاذ أدام اللّٰه تعالی حراسته الإجماع و فی (الدلائل و المدارک) أنه مما قطع به الأصحاب و فی (الکفایة) نفی الخلاف و فی (الذخیرة) عدم معروفیة الخلاف و إنما نقلوا الخلاف عن الشافعی و أحمد و فی (الذکری و کشف الالتباس و المدارک) أن الأولی غسلها عن مماسة الرطوبة و إلیه مال فی (الروضة) (و الذخیرة) و أوجبه المصنف فی (النهایة) لإیجابه ذلک فی البیضة و کذا (شارح الموجز) أوجب غسل الظاهر و وجه ذلک ظاهر علی القول بأنها الکرش و لو جعلناها عبارة عن الماء الأصفر فجریان الغسل