responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقيه - ط.ق المؤلف : الهمداني، آقا رضا    الجزء : 1  صفحة : 468
الوصفي أوفق بسياق الآية على ما يشهد به الذوق السليم فان المتبادر من قوله تعالى فتيمموا صعيدا طيبا إرادة القصد إلى صعيد طيب بالمضي إلى نحوه لا مجرد العزم على استعماله بان يكون المراد من قصده قصد استعماله وهذا المعنى لا يناسب إرادة التراب الذي هو في حد ذاته من المنقولات كالماء فان من المستهجن ان يقال اقصدوا أو يتمموا ماء ظاهرا أو ترابا نظيفا بخلاف ما لو أريد به أرضا نظيفة أو مكانا مرتفعا من الأرض بإرادة معناه الوصفي كما هو واضح ولا يبعد ان يكون إرادة المعنى الثاني انسب بسوق الآية بملاحظة توصيفه بالطيب حيث إن الغالب في المكان المرتفع تحقق النظافة فيستشعر من التوصيف ما هو النكتة في تخصيص الصعيد بالذكر مع عدم كون خصوصيته من مقومات الموضوع بل من الخصوصيات الموجبة لا فضلية الفرد كما ستعرف من استحباب ان يكون التيمم من ربا الأرض وعواليها ويؤيد إرادة هذا المعنى من الآية بل يدل عليه ما عن الصدوق في معاني الأخبار عن الصادق (ع) أنه قال الصعيد المرتفع من الأرض والطيب الذي ينحدر عنه الماء ومثله عن الفقه الرضوي فإنه قال قال الله تبارك وتعالى فتيمموا صعيدا طيبا والصعيد المرتفع من الأرض والطيب الذي ينحدر عنه الماء وقد نبهنا غير مرة على شدة الوثوق بكون ما في الفقه متون الاخبار الموثقة لدى مصنفه ان لم يكن بنفسه من مصنفات الإمام (ع) كما هو المظنون والا فهو حجة كافية فلا ضير في انجبار ضعف الروايتين في المقام بجملة من المعاضدات التي لا تخفى على المتأمل وكيف كان فلم يحصل لنا وثوق أصلا من قول اللغويين الذين فسروا الصعيد بخصوص التراب بكونه بخصوصه من حيث هو معناه الحقيقي ولا نلتزم بحجية قولهم تعبدا في مثل هذه الأمور الاستنباطية ما لم يحصل الوثوق الشخصي من قولهم خصوصا مع وجود المعارض فضلا من تنزيل الآية عليه مع ما عرفت من انسبية المعنى الوصفي الذي لاشك في كونه حقيقة فيه وقد سمعت التصريح بإرادته في الخبرين لكن قد يقال إن الصعيد في الآية وان قلنا بأنه لم يستعمل في خصوص التراب بعنوان الخصوصية لكنه بالخصوص لكونه اظهر افراد الصعيد واشيعها مراد منه بقرنية قوله تعالى في سورة المائدة فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه فان المتبادر من لفظة منه إرادة المسح ببعض ذلك الصعيد وهذا لا يستقيم الا بإرادة التراب دون الحجر فان الحجر لا يعلق باليد حتى يصدق المسح منه وحمل كلمة من على البدلية بارجاع الضمير إلى الماء خلاف الظاهر وحملها على الابتداء بعيد من السياق وعدم ذكر لفظة منه في اية التيمم في سورة النساء لا يجدي فان القران يقيد بعضه بعضا بلا شبهة ويشهد له مضافا إلى أنه هو الظاهر من الآية صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له الا تخبرني من أين علمت وقلت إن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين وذكر الحديث إلى أن قال أبو جعفر (ع) ثم فصل بين الكلام فقال وامسحوا برؤوسكم فعرفنا حين قال برؤوسكم ان المسح ببعض الرأس لمكان الباء ثم قال فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم فلما ان وضع الوضوء عمن لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا لأنه قال بوجوهكم ثم وصل بها وأيديكم منه أي من ذلك التيمم لأنه علم أن ذلك اجمع لم يجر على الوجه لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف ولا يعلق ببعضها الحديث وفيه ان كلمة من في الآية على الظاهر للابتداء ولا يستقيم حملها على التبعيض الا بتحمل وقد حكى عن السيد في طي كلام له التصريح بان كلمة من الابتداء وان جميع النحويين من البصريين منعوا ورود من لغير الابتداء واما الصحيحة فهي شاهدة على ذلك لا على ما ادعى بيان ذلك أنه ان أريد بكلمة من التبعيض لكان معناها امسحوا بوجوهكم بعض الصعيد ومن المعلوم ان بعض الصعيد صعيد فهو بمنزلة ما لو قال امسحوا بوجوهكم الصعيد فإنه لا يفهم من هذه العبارة أيضا الا إرادة بعضه لتعذر إرادة كله وهذا المعنى لا يكاد يتحقق الا ان يكون ما يطلق عليه الصعيد ممسوحا به نظير قولك امسح يدك بالمنديل فيكون مفاد الآية [ح] ما صنعه عمار حيث تمرغ في التراب كما حكى قصته في عدة اخبار ولا يتفاوت الحال في ذلك بين ان يكون ذلك البعض الذي يمسح بالوجه حجرا أو ترابا لكن هذا المعنى غير مراد بالآية قطعا فإنه لا يعتبر في التيمم بالضرورة فضلا عن النص والاجماع مسح الصعيد بالوجه واليدين بل المعتبر فيه مسحهما بالكفين الموضوعتين على الأرض فالمراد بمن في الآية على الظاهر ليس الا ما اراده الصادق (ع) في قوله في صحيحة الحلبي إذا لم يجد الرجل طهورا وكان جنبا فليتمسح من الأرض ومن المعلوم عدم كون كلمة من في هذه الصحيحة للتبعيض بل هي للابتداء فالمقصود من الامر بالمسح من الصعيد بالوجه واليدين عند عدم إرادة مسح نفس الصعيد بهما انما هو كون المسح بهما ناشيا منه بنحو من الاعتبار فيكون كلمة من للابتداء لا للتبعيض ومن هنا يتطرق الاجمال في تشخيص المراد بالمسح من الصعيد حيث لا يفي مجرد الامر به بفهم الكيفية التي أريدت من إضافة المسح إلى الصعيد ولذا قد أكثر الناس في السؤال عن كيفية التيمم ولم يفهموها من الآية وقد بينها النبي والوصي صلوات الله عليهم في جملة من الاخبار البيانية مثل ما عن داود بن النعمان قال سئلت أبا عبد الله (ع) عن التيمم فقال إن عمارا اصابته جنابة فتمعك كما تتمعك الدابة فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يهزأ به يا عمار تمعكت كما تتمعك الدابة فقلنا له فكيف التيمم فوضع يده على الأرض ثم رفعهما فمسح وجهه ويديه فوق اله؟ قليلا وعن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وذكر التيمم وما صنع عمار فوضع أبو جعفر (ع) كفيه على الأرض ثم رفعهما فنفضهما

اسم الکتاب : مصباح الفقيه - ط.ق المؤلف : الهمداني، آقا رضا    الجزء : 1  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست