اسم الکتاب : غنائم الأيّام في مسائل الحلال والحرام المؤلف : القمّي، الميرزا أبو القاسم الجزء : 5 صفحة : 164
وقوله عليهالسلام : «فرأوا أنّه الليل» ظاهر في الظنّ ، مع أنّ في بعض
النسخ فظنّوا.
وكذا العبيدي
أظهره الصحّة [١] ، فلا بدّ من الرجوع إلى الترجيح.
فما يرجّح
القول الأوّل أكثريّة القائلين به ، وأشهريته ، وكون روايته معلّلة ، لكن التعليل
بكونه أكل متعمّداً لا يخلو من شيء ، سيّما ولو كان كذلك للزمت الكفّارة أيضاً ،
وهم لا يقولون به ، بل ظاهرهما الاتفاق كما يظهر من المسالك [٢].
ويضعفه أيضاً
كونه موافقاً للعامة كما نقله في التذكرة [٣] ، ونقل فيها روايتهم عن حنظلة قال : كنّا في شهر رمضان
وفي السماء سحاب ، فظننا أنّ الشمس قد غابت ، فأفطر بعضنا ، فأمر من كان أفطر أن
يصوم مكانه [٤].
ومما يرجّح
القول الأخر كثرة الأخبار ، واعتبار أسنادها ، وموافقتها للأصل ، والاعتبار ،
والموافقة لنفي الحرج والعسر والملّة السمحة السهلة ، ومخالفتها للعامة ، فلم يبقَ
في الطرف الأوّل إلا أكثرية القائل ، وليس ذلك بحدّ يغلب على تلك المرجّحات القوية
، مع أنّ هذا القول ليس بشاذ ، بل القائل به أيضاً كثير ، فلا يبعد حمل رواية
الأوّلين على التقيّة.
والأقوى عدم
وجوب القضاء.
وأمّا الكفّارة
فلا دليل عليها إلا إشعار قوله عليهالسلام : «لأنّه أكل متعمّداً» [٥] وقد عرفت ضعفه.
بقي الكلام
فيما ذهب إليه ابن إدريس من الفرق بين مراتب الظنون [٦] ، وهو غير ظاهر الوجه ؛ لعدم انضباط مراتب الظنّ حتّى
يجعل بعضها غالباً وبعضها غير ذلك ،