يستحب فيها
تعفير الجبين بين السجدتين؛ لما مرّ، و كذا تعفير الخدين. و هو مأخوذ من العفر-
بفتح العين و الفاء- و هو التراب، و فيه إشارة إلى استحباب وضع ذلك على التراب، و
الظاهر تأدي السنّة بوضعها على ما اتفق، و ان كان الوضع على التراب أفضل.
الرابعة:
يستحب
المبالغة في الدعاء و طلب الحوائج فيها، و بذلك أخبار كثيرة. و مما يقال فيها ما
رواه الشيخ أبو جعفر في أماليه: «اللهم إني أسألك بحق من رواه و روى عنه صلّ على
جماعتهم، و افعل بي كذا»[2].
الخامسة:
يستحب إذا
رفع رأسه منها ان يمسح يده على موضع سجوده، ثم يمرّها على وجهه من جانب خدّه
الأيسر، و على جبهته الى جانب خدّه الأيمن، و يقول: «بسم اللّٰه الذي لا إله
الا هو، عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الغم و الحزن،
ثلاثا»- رواه الصدوق عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الصادق عليه السلام- فإنّه يدفع
الهمّ[3].
[2] روى
أبو علي الطوسي في أماليه عن أبيه عن أبي محمد الفحام بإسناده عن النبي صلّى
اللّٰه عليه و آله، قال قال: «من ادى للّٰه مكتوبة فله في أثرها دعوة
مستجابة». قال ابن الفحام: رأيت و اللّٰه أمير المؤمنين عليه السلام في
النوم فسألته عن الخبر، فقال: «صحيح إذا فرغت من المكتوبة فقل و أنت ساجد» و أورد
الخبر. أمالي الطوسي 1: 295.
قال
المجلسي في البحار 85: 321 بعد إيراده الخبر: الضمير في رواه لعله راجع الى هذا
الخبر، فيحتمل اختصاص الدعاء بهذا الراوي، و لا يبعد ان يكون المراد الاستشفاع
بالأئمة عليهم السلام لا بهذا اللفظ، بل بما ورد في سائر الأدعية بأن يقول: بحق
محمد و علي إلخ لأنهم داخلون فيمن روى هذا الخبر و روي عنه، و في بعض الكتب بدون
الضمير فيهم.
[3] الفقيه
1: 218 ح 168. و في التهذيب 2: 112 ح 420 أرسله إبراهيم بن عبد الحميد عن الصادق
عليه السلام.
اسم الکتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 3 صفحة : 462