اسم الکتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 3 صفحة : 159
و أكثر الأصحاب على انّ الكعبة قبلة أهل المسجد الذي هو قبلة أهل
الحرم الذي هو قبلة أهل الدنيا[1]، حتى ادّعى الشيخ فيه الإجماع[2].
و قد روي من
طريق العامة عن مكحول بسنده انّ النبي صلّى اللّٰه عليه و آله قال: «الكعبة
قبلة لأهل المسجد، و المسجد قبلة لأهل الحرم، و الحرم قبلة لأهل الدنيا»[3].
و من طريق
الخاصة رواه أبو الوليد الجعفي عن الصادق عليه السلام[4] و أرسله
عبد اللّٰه بن محمد الحجال عنه عليه السلام[5]، و المفضل
بن عمر[6] و سيأتي حديثه.
و أجاب في
المعتبر: بأن الإجماع كيف يتحقق مع مخالفة جماعة من أعيان فضلائنا- يعني به
كالمرتضى و ابن الجنيد، و تبعهما أبو الصلاح و ابن إدريس- و اما الاخبار فضعيفة
الإسناد[7].
قلت: لعل
ذكر المسجد و الحرم إشارة إلى الجهة فيرتفع الخلاف، و الاخبار إذا اشتهرت بين
الأصحاب لا سبيل الى ردّها.
فإن قلت:
عين الحرم غير كافية لما مر.
قلت: ذكره
على سبيل التقريب الى إفهام المكلفين، و إظهار لسعة الجهة، و ان لم يكن ملتزما. و
لأنّ كل مصل انما عليه سمته المخصوص،