responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الفقهاء - ط القديمة المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 37
الوصية على كل من عليه حق ويستحب لغيره وينبغي الاستعداد بذكر الموت كل وقت قال رسول الله صلى الله عليه وآله أكثروا من ذكر هادم اللذات فما ذكر في كثير الا قلله ولا في قليل الا كثرة وقال (ع) استحيوا من الله حق الحياء فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وكيف نستحيي من الله حق الحياء قال من حفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وترك زينة الحياة الدنيا و ذكر الموت والبلى فقد استحيى من الله حق الحياء وقال الصادق (ع) من عد غدا من أجله فقد أساء صحبة الموت وينبغي أن يحسن ظنه بربه فإنه قد روى أن الله تعالى يقول انا عند ظن عبدي بي ولا ينبغي ان يتمنى الموت وان اشتد مرضه لقوله (ع) لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ولكن ليقولن اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وينبغي التوبة لأنها مسقط للعقاب قال رسول الله صلى الله عليه وآله في اخر خطبة خطبها من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ثم قال وان السنة لكثير ومن تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه ثم قال وان الشهر لكثير ومن تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه ثم قال وان اليوم لكثير ومن تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ثم قال وان الساعة لكثير من تاب وقد بلغت نفسه هذه واومى بيده إلى حلقه تاب الله عليه المطلب الأول الاحتضار مسألة اختلف علماؤنا في وجوب توجهه إلى القبلة عند الموت فقال المفيد وسلار به لان عليا (ع) قال دخل رسول الله (ص) على رجل من ولد عبد المطلب وهو في السوق وقد وجهه وجهه إلى غير القبلة فقال وجهوه إلى القبلة فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة وقال الباقون بالاستحباب وبه قال عطا والنخعي والشافعي ومالك وأهل المدينة والأوزاعي وأهل الشام واسحق وأصحاب الرأي لان حذيفة قال وجهوني إلى القبلة ولقول النبي صلى الله عليه وآله خير المجالس ما استقبل به القبلة والأصل عدم الوجوب وانكره سعيد بن المسيب فإنهم لما أرادوا ان يحولوه إلى القبلة قال مالكم قالوا نحولك إلى القبلة قال ألم أكن إلى القبلة إلى يومى هذا وفعلهم به دليل على اشتهاره عندهم تذنيب وكيفية ان يلقى على ظهره ويجعل باطن قدميه إلى القبلة بحيث لو جلس لكان مستقبلا ذهب إليه علماؤنا أجمع وبه قال الشافعي لقول الصادق (ع) يستقبل بوجهه إلى القبلة ويجعل باطن وقدميه مما يلي القبلة وقال أبو حنيفة يضجع على شقه الأيمن ووجهه إلى القبلة كما يفعل به في المدفن مسألة ويستحب نقله إلى مصلاه إذا تعسر عليه خروج الروح لقول الصادق (ع) إذ عسرت على الميت موته ونزعه قرب إلى المصلى الذي كان يصلى فيه وان يلقن الشهادتين وأسماء الأئمة (على) قال الباقر (ع) لو أدركت عكرمة عند الموت لعلمته كلمات ينتفع بها قلت جعلت فداك وما تلك الكلمات قال هو ما أنتم عليه فلقنوا أمواتكم عند الموت شهادة ان لا إله إلا الله والولاية وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لقنو امواتاكم لا إله إلا الله فان من كان اخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وقال الصادق (ع) اعتقل لسان رجل من أهل المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي مات فيه فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له قل لا إله إلا الله فلم يقدر عليه فأعاد رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقدر عليه وعند رأس الرجل امرأة فقال لها هل لهذا الرجل أم فقالت نعم يا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا امه فقال لها أفراضية أنت عنه أم لا فقالت بل ساخطة فقال صلى الله عليه وآله فانى أحب ان ترضى عنه فقالت قد رضيت عنه لمرضاتك يا رسول الله (ص) فقال له قل لا إله إلا الله فقال لا إله إلا الله فقال قل يا من يقبل اليسير ويعفوا عن الكثير اقبل منى اليسير واعف عنى الكثير انك أنت العفو الغفور فقالها فقال له ما ذا ترى فقال أرى أسودين قد دخلا على فقال أعدها فأعادها فقال ما ترى قال قد تباعدا عنى ودخل الأبيضان وخرج الأسودان فما أراهما ودنا الأبيضان منى يأخذ ان بنفسي فمات من ساعته وينبغي أن يلقن كلمات الفرج قال الصادق (ع) ان رسول الله صلى الله عليه وآله دخل على رجل من بني هاشم وهو في النزع فقال قل لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما فوقهن وما تحتهن ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين فقالها فقال رسول الله الحمد لله الذي استنقذه من النار مسألة ويستحب أن يقرأ عنده القرآن قال الكاظم (ع) لابنه القاسم قم يا بنى واقرأ عند رأس أخيك والصافات صفا حتى تستتمها فلما بلغ أهم أشد خلقا امن خلقنا قضى الفتى فلما سجى وخرجوا اقبل وادخل عليه يعقوب بن جعفر فقال له كنا نعهد الميت إذا نزل به يقرأ عنده يس فصرت تأمر بالصافات فقال يا بنى لم تقرأ عند مكروب من موت قط الا عجل الله راحته وقال الشافعي واحمد يقرأ يس وقال بعض التابعين يقرأ سورة الرعد وكل ذلك حسن وكما يستحب قراءة القرآن قبل خروج الروح فكذا يستحب بعده استدفاعا عنه ويكره أن يقبض على شئ من أعضائه ان حركها ولا يمنع منه ولا يظهر الجزع عليه لئلا تضعف نفسه فتكون اعانة على موته ويكره ان يحضره جنب أو حايض لقول الصادق (ع) لا تحضر الحايض الميت ولا الجنب عند التلقين ولا بأس ان يليا غسله وقال علي بن ابن أبي حمزة للكاظم (ع) المراة تقعد عند رأس المريض وهي حايض في حد الموت فقال لا باس ان تمرضه وإذا خافوا عليه وقرب ذلك فلتنح عنه وعن قربه فان الملائكة تتأذى بذلك مسألة ويستحب ان يفعل بالميت بعد وفاته سبعة أشياء الأول اغماض عينيه قالت زينب بنت أم سلمة ولى رسول الله صلى الله عليه وآله ابن أبي حين مات وولى اغماض عينيه وقال إن الروح إذا خرجت تبعها البصر ولما مات إسماعيل والصادق أبوه (ع) عنده شد لحييه وغمضه وغطى عليه الملحفة ولان فتح عينيه يقبح منظره ويحذر معه دخول الهوام إليها ولأنه يكون مشبها بالنائم بعد الإغماض الثاني شد لحييه بعصابة عريضة لئلا تسترخى لحياه وينفتح فوه وتدخل الهوام إلى جوفه ويقبح بذلك منظره ولحديث الصادق (ع) الثالث تليين مفاصله فان ذلك ابقاء للينها فرد ذراعيه إلى عضديه ويمدها ويرد فخذيه إلى بطنه يمدهما ورجليه إلى فخذيه ويمدهما فان ذلك يعين الغاسل على تمديده وتكفينه الرابع تجريد ثيابه فإنه لا يؤمن معها الفساد فإنها تحية الخامس وضعه على لوح أو سرير لأنه إذا كان على الأرض سارع إليه الفساد وناولته الهوام السادس تغطيته بثوب لأنه استر له وسجى رسول الله (ص) بثوب حبرة و غطى الصادق (ع) ابنه بملحفة السابع مد يديه إلى جنبيه وساقيه ان كانتا منقبضتين لأنه أطوع للغاسل مسألة ويسرج عنده ان مات ليلا مصباح إلى الصباح لان الباقر (ع) لما قبض أمر الصادق (ع) بالسراج في البيت الذي يسكنه حتى قبض أبو عبد الله (ع) ثم أمر الكاظم (ع) بمثل ذلك في بيت ابن أبي عبد الله (ع) وينبغي ان يكون عنده من يذكر الله سبحانه ولا يترك وحده لقول الصادق (ع) ليس من ميت يموت ويترك وحده الا لعب الشيطان في جوفه مسألة المشهور عند علمائنا كراهة ترك حديد أو غيره على بطن الميت قال الشيخ سمعناه مذاكرة ولأنه أمر شرعي يقف على النقل ولم يوجد وقال أبو علي ابن الجنيد يضع على بطنه شيئا يمنع من ربوها وذهب الجمهور إلى وضع سيف أو مرات أو حديد على بطنه لئلا يعلو فإن لم يكن فطين مبلول مسألة ويستحب تعجيل امره مع تحقق موته باجماع العلماء لقوله (ع) لا ينبغي لجيفة المسلم ان تحبس بين ظهراني أهله ومن طريق الخاصة قول رسول الله صلى الله عليه وآله كرامة الميت تعجيله وقال (ع) لا الفين رجلا منكم مات له ميت ليلا فانتظر به الصبح ولا رجلا مات له ميت فانتظر به الليل لا تنتظروا بموتاكم طلوع الشمس ولا غروبها عجلوا بهم إلى مضاجعهم رحمكم الله فقال الناس وأنت يا رسول الله يرحمك الله إما مع الاشتباه فلا يجوز التعجيل به حتى تظهر علامات الموت ويتحقق العلم بالاجماع قال الصادق (ع) خمسة ينتظر بهم الا ان يتغير والغريق والمبطون والمصعوق والمهدوم والمدخن وسئل (ع) كيف يستبرئ الغريق قال يترك ثلاثة أيام قبل ان يدفن الا ان يتغير فيغسل ويدفن تذنيب المصلوب لا يترك على خشبته أكثر من ثلاثة أيام ثم ينزل بعد ذلك ويدفن لقول الصادق (ع) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقروا المصلوب بعد ثلاثة أيام حتى ينزل ويدفن والميت فجاءة كالمصعوق والخايف من الحرب والسبع أو المتردي من جبل ينتظر به علامات الموت كاسترخاء رجليه وانفصال كفيه وميل انفه

اسم الکتاب : تذكرة الفقهاء - ط القديمة المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست