responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحرير الوسيلة - ط نشر آثار المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 219

كنيفاً بقرب بئر الجار أوجب فساد مائها، بل وكذا لو حفر بئراً بقرب بئره إذا أوجب نقص مائها، وكان ذلك من جهة جذب الثانية ماء الاولى. و أمّا إذا كان من جهة أنّ الثانية لكونها أعمق ووقوعها في سمت مجرى المياه، ينحدر فيها الماء من عروق الأرض قبل أن يصل إلى الأوّل، فالظاهر أنّه لا مانع منه. والمائز بين الصورتين يدركه اولوا الحدس الصائب من أهل الخبرة. وكذا لا مانع من إطالة البناء و إن كان مانعاً من الشمس و القمر و الهواء، أو جعل داره مدبغة أو مخبزة- مثلًا- و إن تأذّى الجار من الريح و الدخان إذا لم يكن بقصد الإيذاء. وكذا إحداث ثقبة في جداره إلى دار جاره موجبة للإشراف أو لانجذاب الهواء، فإنّ المحرّم هو التطلّع على دار الجار، لا مجرّد ثقب الجدار.

(مسألة 17): لا يخفى أنّ أمر الجار شديد، وحثّ الشرع الأقدس على رعايته أكيد، والأخبار في وجوب كفّ الأذى عن الجار وفي الحثّ على حسن الجوار كثيرة لا تحصى: فعن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنّه قال: «ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتّى‌ ظننت أنّه سيورثه». وفي حديث آخر: «أ نّه صلى الله عليه و آله و سلم أمر عليّاً عليه السلام وسلمان وأباذرّ- قال الراوي: ونسيت آخر وأظنّه المقداد- أن ينادوا في المسجد بأعلى‌ صوتهم: بأ نّه لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه، فنادوا بها ثلاثاً». وفي الكافي، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام، قال: «قرأتُ في كتاب علي عليه السلام: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كتب بين المهاجرين و الأنصار ومن لحق بهم من أهل يثرب أنّ الجار كالنفس غير مضارّ ولا آثم، وحرمة الجار كحرمة امّه».

وروى الصدوق بإسناده عن الصادق، عن علي عليهما السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قال:

«من آذى‌ جاره حرّم اللَّه عليه ريح الجنّة ومأواه جهنّم وبئس المصير، ومن ضيّع حقّ جاره فليس منّا». وعن الرضا عليه السلام: «ليس منّا من لم يأمن جاره بوائقه».

اسم الکتاب : تحرير الوسيلة - ط نشر آثار المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست