مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 398

..........
______________________________
ذلک حیث قالوا: إنّ الجهات تکون متقاطعة علی زوایا قوائم لمکان التبادر و الاحتیاط. و قال الشیخ نجیب الدین: لو کان علیه صلاتان فالظاهر جواز صلاة الثانیة إلیٰ أربع جهات تخالف جهات الاولیٰ و هذا صورته الظاء ظهر و العین عصر. و فی البیان [1] هل یجب فی الأربع اقتسامها الجهات علی خطّ مستقیم؟ یحتمل ذلک، لأنه المفهوم منه، و یحتمل إجزاء أربع کیف اتّفق، لأنّ الغرض إصابة جهة القبلة لا عینها و هو حاصل. نعم، یشترط التباعد فی الجهات بحیث لا یکون بین الجهة الثانیة و الاولی ما یعدّ قبلة واحدة لقلّة الانحراف، انتهی. و هو خیرة «کشف اللثام [2]». و فی «المدارک [3]» أنه غیر واضح. و ضعّفه فی «المقاصد العلیة [4] و روض الجنان [5]» بمنع إصابة الجهة بالصلاة إلی الأربع کیف اتّفق و عدم إمکان رفع احتمال کون القبلة المطلوبة بین جهتین، لأنّ القبلة لا تنحصر فی الأربع عندنا و لا فی عشر و إنّما اکتفی الشارع بالأربع لا لاستلزامه إصابة العین أو الجهة بل لما ذکرناه من أنها إذا وقعت علی الاستقامة استلزمت إمّا الإصابة أو الانحراف إلیٰ ما لا یبلغ حدّ الیمین أو الیسار. و إنّما یتوجّه ما ذکر فی البیان علی مذهب بعض العامّة حیث جعل المشرق قبلة أهل المغرب و إن صلّوا إلیٰ منتهیٰ خطّه، و بالعکس کذلک، و کذلک القول فی الجنوب و الشمال، فالجهة عندهم منحصرة فی الأربع جهات، و أمّا عندنا فلا یتوجّه ذلک، انتهیٰ.
قلت: اللازم من ذلک عدم الاجتزاء بالأربع و إن وقعت علی الخطّ المستقیم، لجواز کون القبلة المطلوبة بین الخطّین، إلّا أن یقال: إنّ وجوب ما زاد اندفع بالنصّ علی الاجتزاء بالأربع، و لو لا ذلک أمکن القول بعدم الاجتزاء بالأربع، فکان الاقتصار علیها رخصةً من الشارع و إن لم یصادف إحداها القبلة کما اجتزأ بالصلاة مع تبیّن الانحراف الیسیر.

(1) البیان: فی القبلة ص 55 56.
(2) کشف اللثام: فی القبلة ج 3 ص 174.
(3) مدارک الأحکام: فی القبلة ج 3 ص 138.
(4) المقاصد العلیّة: فی القبلة ص 96 س 19 (مخطوط فی المکتبة الرضویة برقم 8937).
(5) روض الجنان: کتاب الصلاة فی الاستقبال ص 194 س 17.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست