مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 393

..........
______________________________
الإرشاد [1]» تظهر الفائدة فیما إذا خالفها الحاذق فی الجهة. و فی «المنتهیٰ» البصیر فی الحضر یتبع قبلة أهل البلد إذا لم یکن متمکّناً من العلم [2]. و قال فی «المدارک [3]» أیضاً: و إطلاق کلامهم یقتضی أنه لا فرق فی ذلک بین ما یفید العلم بالجهة أو الظنّ أو ینتفی الأمران و لا بین أن یکون المصلّی متمکّناً من معرفة القبلة بالعلامات المفیدة للعلم أو الاجتهاد المفید للظنّ أو ینتفی الأمران. و ربما ظهر من قولهم «فإن جهلها عوّل علی الأمارات المفیدة للظنّ» عدم جواز التعویل علیها للمتمکّن من العلم، إلّا إذا أفادت الیقین، و هو کذلک، لأنّ الاستقبال علی الیقین ممکن فیسقط اعتبار الظنّ، و قد قطع الأصحاب بعدم جواز الاجتهاد فی الجهة و الحال هذه لأنّ الخطأ فی الجهة مع استمرار الخلق ممتنع، انتهیٰ.
قلت: هذا الّذی ذکره أشار إلیه فی «المنتهیٰ» کما سمعت، و مراد الأصحاب أنّ استقرار عمل المسلمین من أقوی الأمارات المفیدة للعلم غالباً فلذا أطلقوا. و قال الشیخ فی «المبسوط [4]»: و إذا دخل غریب إلی بلد جاز أن یصلّی إلی قبلة البلد إذا غلب فی ظنّه صحّتها، فإذا غلب علی ظنّه أنها غیر صحیحة وجب أن یجتهد و یرجع إلی الأمارات الدالّة علی القبلة، انتهیٰ. و کلامه یعطی أنه یعول علی قبلة البلد مع انتفاء ظنّ الغلط کما نقل ذلک عن «المهذب [5]» و کما فی «مجمع البرهان [6]» و قد قطع الأصحاب کما سمعته من عبارة «المدارک» أنه لا یجوز الاجتهاد فی الجهة. و مرادهم أنه لا یجوز العمل علی وفقه، لأنه عمل بالظنّ فی مقابلة العلم، و لعلّه غیر ظنّ الغلط الّذی یعطیه کلام الشیخ و لا مستلزم له، فإن استلزمه انقلب العلم وهماً. و ینبغی إمعان النظر فی کلام الشیخ لینطبق علی کلام الأصحاب.

(1) حاشیة الإرشاد: فی القبلة ص 22 (مخطوط فی مکتبة المرعشی برقم 79).
(2) منتهی المطلب: فی القبلة ج 4 ص 200.
(3) مدارک الأحکام: فی القبلة ج 3 ص 133 134.
(4) المبسوط: فی القبلة ج 1 ص 79.
(5) المهذّب: فی القبلة ج 1 ص 86.
(6) مجمع الفائدة و البرهان: فی الاستقبال ج 2 ص 67.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست