مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 109

..........
______________________________
فی سند الروایات المتضمّنة لذلک و بأنه لو ثبت ذلک فی الجملة لم یصحّ إرادته هنا، لأنّ قوله علیه السلام فی آخر الروایة «فإذا بلغ فیئک ذراعاً بدأت بالفریضة» صریح فی اعتبار قامة الانسان، انتهی.
و فیه أنّ المناط فی الألفاظ و موضوعات الأحکام هو الظنون و لیس رواة هذه الأخبار بأسوأ حال من صاحب القاموس، و غیر خفی أنّ صاحب القاموس لو قال القامة ذراع کانوا یعتمدون علیه فی فهم الحدیث. و قد ورد فی المقام أخبار متعدّدة متضمّنة لهذا المعنی کروایة أبی بصیر [1] و صالح بن سعد [2] و غیرهما، فلا وجه لعدم الاعتماد. و قوله علیه السلام «فإذا بلغ فیئک ذراعاً» لیس بصریح کما ذکرا بعد ما علم أنه یکفی فی الإضافة أدنیٰ ملابسة، غایة الأمر الظهور، لکن بعد ما ثبت من أنّ لفظ القامة اصطلاح فی الذراع أو سلّم ذلک کان الظاهر ذلک و لا یبقی ظهور هنالک و لا سیّما بعد ملاحظة الأخبار الواردة فی المثل و المثلین و القامة و القامتین و الذراع و الذراعین فتأمّل، لکن فی «الفقیه [3]» أنّ زرارة سأله علیه السلام عن وقت الظهر، فقال: «ذراع من زوال الشمس و وقت العصر ذراعان من وقت الظهر فذلک أربعة أقدام من زوال الشمس. ثمّ قال: إنّ حائط مسجد رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله کان قامة» إلیٰ آخر ما مرَّ فهذا یدلّ علی أنّ القامة بمعنی الذراع لا أنّ القامة ذراع.
و فی «المبسوط [4]» کما عن «الإصباح [5]» الامتداد إلیٰ أن یبقی إلیٰ آخر الوقت قدر أداء الفریضة. هذه عبارة المبسوط، فإن أراد وقت المختار فهو المثل کما فهمه منه المحقّق [6] و المصنّف [7] و الشهید [8] و غیرهم [9] و إن أراد وقت المضطرّ امتدّ إلیٰ قدر

(1) وسائل الشیعة: ب 8 من أبواب المواقیت ح 16 ج 3 ص 106.
(2) وسائل الشیعة: ب 8 من أبواب المواقیت ح 34 ج 3 ص 110، و فیه و فی الکافی «صالح ابن سعید» و هذا هو الصحیح. راجع الکافی ج 3 ص 277 ح 7. و تنقیح المقال: ج 2 ص 92.
(3) من لا یحضره الفقیه: باب مواقیت الصلاة ح 653 ج 1 ص 217.
(4) المبسوط: کتاب الصلاة فصل فی ذکر المواقیت ج 1 ص 76.
(5) کشف اللثام: ج 3 ص 54.
(6) المعتبر: کتاب الصلاة ج 2 ص 48.
(7) مختلف الشیعة: ج 2 ص 33.
(8) ذکری الشیعة: مواقیت الرواتب ج 2 ص 351.
(9) کالفاضل الهندی فی کشف اللثام: أوقات الصلوات ج 3 ص 54.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست